الارشيف / عرب وعالم

العراق.. مؤشرات أمنية حول محاولات داعش العودة إلى البلاد

محمد الرخا - دبي - الاثنين 22 أبريل 2024 04:14 مساءً - أحمد عبد

ظهرت مؤشرات أمنية في العراق حول محاولة تنظيم "داعش" العودة إلى البلاد مجددًا، عبر إعادة هيكلية ما يعرف بـ"الكتائب والمفارز"، وتجمعها في أوكار مخفية في ثلاث بؤر في عمق صحراء الأنبار.

ويأتي ذلك كله بالتزامن مع تصاعد حدة الهجمات التي نفذها التنظيم في سوريا، بالتوازي مع الحديث عن ضرورة تمديد عمل التحالف الدولي من عدمه، الأمر الذي ناقشه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته لواشنطن.

كما تقلل القيادات الأمنية العراقية من خطورة تنظيم "داعش" وتعتبر أن عودته هي "سكرات موت".

أخبار ذات صلة

المونيتور: "داعش" يستغل التوترات الإقليمية لاستعادة نشاطه في سوريا

بوادر العودة

منذ آب 2023 وحتى نيسان 2024، نفذ تنظيم "داعش" العديد من العمليات الإرهابية في مناطق غرب العراق.

وركز التنظيم المتشدد في عملياته على استهداف رعاة الأغنام في تلك المناطق، بهدف إرهاب ساكني المناطق الصحراوية وابتزازهم.

وسجلت عمليات أخرى استهدف فيها التنظيم ثكنات عسكرية كما في عملية "الصكار" في صحراء الرطبة والتي أدت إلى مقتل ضابط برتبة نقيب، وإصابة جندي آخر إصابة بليغة.

وتؤشر تقارير استخبارية اطلعت عليها "الخليج 365"، تصاعد عمليات تسلل عناصر "داعش" من الحدود السورية نحو صحراء الأنبار.

وتكشف تلك التقارير وجود ثلاث وجهات وبؤر لتلك العناصر، وهي (وادي حوران، وصحراء الرطبة) التابعتين لمحافظة الأنبار، وصحراء (الحضر) التابعة لمحافظة نينوى والممتدة إلى عمق صحراء الأنبار.

يقول مصدر أمني استخباري، لـ "الخليج 365"، إن "الأجهزة الأمنية تتابع عن كثب تحركات فلول تنظيم "داعش" في الصحراء".

وأضاف "رصدنا بؤرا وأوكارا إرهابية والتي يسميها التنظيم بـ "المضافات"، حيث صدرت أوامر من قيادات التنظيم العليا بإعادة هيكلية "الولايات" الغربية والشرقية بشكل خاص، أي العناصر العاملة في محافظتي الأنبار وديالى".

بدوره، قال ضابط رفيع المستوى في جهاز مكافحة الإرهاب، إن "عملية تحرير الأراضي من داعش أواخر عام 2017 لا تعني القضاء عليه بشكل نهائي، فمنذ ذلك الحين وجهاز مكافحة الإرهاب ينفذ عمليات نوعية لملاحقة عناصر داعش الذين فروا إلى الصحراء أو الجبال".

وكشف المصدر لـ"الخليج 365"، عن "تزايد نشاط تنظيم داعش خلال الأشهر القليلة الماضية"، عازيًا ذلك إلى "انتعاش التنظيم في سوريا وعودة خلاياه وتفعيل عمل قياداته الوسطى والدنيا، الأمر الذي ينسحب على العراق بشكل كبير، إلا أننا في ذات الوقت نسيطر على تدفق تلك المجاميع ونمنع وصولها لأهدافها".

من جانبه، ذكر رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء تحسين الخفاجي، وجود تحديات أمنية في البلاد؛ لأن "تنظيم داعش عقائدي فكري ومحاربته تتطلب سنوات من العمل على المستويين الأمني والثقافي الفكري في ذات الوقت للقضاء عليه بشكل كلي".

وقلل الخفاجي في تصريح لـ"الخليج 365" من أهمية حراك التنظيم، وذكر أن "التنظيم لم يعد قادراً على تنفيذ عمليات واسعة النطاق كما كان سابقاً قبل تحرير المدن، فهو يتحرك وفق مجاميع صغيرة جدًّا ومحدودة في بعض المناطق النائية لا غير، ونحن نلاحقه في كل مكان".

أخبار ذات صلة

بعد تدميرها من قِبل داعش.. ترميم "منارة الحدباء" العراقية

"التمكين" و "النكاية"

شكّل إعلان إبراهيم عواد المُكنّى أبو بكر البغدادي عام 2013 قيام ما أسماها تنظيم داعش في العراق والشام صدمة كبيرة ليس في المجتمع الدولي فحسب بل حتى على صعيد الجماعات الراديكالية المسلحة.

وانتقل التنظيم وفق مفهومه مما يسمى "شوكة النكاية" التي تستند على القيام بعمليات محدودة هنا وهناك إلى ما يسمى "أرض التمكين" باستحواذه على أراضٍ واسعة في سوريا، وأعقبها استيلاؤه على 35% من مساحة العراق بعد 10 حزيران 2024.

ومع انتهاء عمليات تحرير المدن العراقية من سيطرة "داعش" أواخر عام 2017 فقد التنظيم غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها، فضلاً عن 43 من قيادات الصف الأول، منهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2020، وعبد الله قرداش عام 2022، وأبو الحسن القريشي عام 2023، وأبو الحسين القريشي عام 2023.

أخبار ذات صلة

بعد 5 سنوات من القضاء عليه.. هل يعود "داعش" مجددا؟

وكشفت مصادر أمنية استخبارية عن وجود خطر جديد يتمثل بإعادة هيكلية تنظيم داعش في سوريا، وتصاعد عملياته هناك مع بدء سيطرته على بعض القرى في الشرق السوري والبادية السورية.

يقول مصدر أمني برتبة عقيد متخصص بشؤون الإرهاب إن "القيادات الجديدة للتنظيم أعادت ترتيب أوراق التنظيم، ووضعت خطة للسيطرة والتوسع كوسيلة للاستنزاف، والعمل على زيادة مستوى التجنيد لضخ دماء جديدة في التنظيم خصوصاً من المقاتلين الأجانب، والعودة لأسلوب التمويل عبر الأتاوات في المناطق النائية الرخوة أمنيًّا".

وأضاف المصدر لـ "الخليج 365"، أن "مؤشرات العمليات في سوريا تنذر بخطر حقيقي على نشاط التنظيم مرة أخرى، ونحن بدورنا نراقب تحركات التنظيم ونشاطه عبر الحدود العراقية السورية، كي نمنع تسلل العناصر ووصولهم إلى بعض الأوكار في صحراء العراق".

أخبار ذات صلة

العراق يُطيح باثنين من أبرز قيادات داعش (صور)

ويستغل التنظيم المتشدد، المناطق الرخوة أمنيًّا للتحرك وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين في تلك المناطق، ومنها صحاري الأنبار غرب البلاد، إضافة إلى المثلث الجغرافي الرخو الذي يشمل شرق محافظة صلاح الدين، وشمال شرق ديالى، وجنوب كركوك، خصوصاً سلسلة جبال مكحول، وحمرين، والغرة، ووادي الشاي، وزغيتون.

التحالف الدولي

انقسم الشارع السياسي العراقي حول بقاء قوات التحالف الدولي من عدمه خلال المرحلة المقبلة، وأهمية دور التحالف في محاربة تنظيم "داعش".

وكان الدفع باتجاه إنهاء تواجد التحالف يجري على قدم وساق من قبل الكتل والأحزاب السياسية الموالية لإيران، فيما ترى الحكومة بقيادة محمد شياع السوداني أن وجود التحالف مهم لديمومة العمل الأمني.

وشدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والمسؤولين الأمريكيين في واشنطن على ضرورة تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي في مواجهة خطر تنظيم داعش، وتحقيق الشراكة المستدامة بين العراق وقوات التحالف الدولي.

أخبار ذات صلة

العراق يُلقي القبض على المسؤول الإداري المالي لتنظيم "داعش"

وفي سبتمبر/أيلول عام 2014، تشكل التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بعضوية 85 دولة، وهو تحالف عسكري عمل لسنوات ضمن تسمية "عملية العزم الصلب"، والتي هدفت إلى محاربة داعش بشكل مباشر من جهة، ودعم القوات العراقية والبيشمركة عبر التدريب والتجهيز من جهة أخرى.

ويقول اللواء يحيى رسول، إن "للتحالف الدولي دورًا مهمًّا خلال عمليات تحرير المدن العراقية من براثن تنظيم "داعش"، خصوصا أن القوات البرية العراقية اعتمدت عليه في التغطية الجوية للقطعات العسكرية، إضافة إلى استهدافه عشرات القيادات لداعش الإرهابي في الموصل والأنبار وغيرها من المدن عبر الطيران".

وأضاف رسول، لـ "الخليج 365"، أن "القوات العراقية والتحالف يتبادلان المعلومات الاستخبارية التي تخص عمل داعش، مع استخدام الجهد الفني للتحالف في كبح جماح أدوات التنظيم في مواقع التواصل الاجتماعي".

أخبار ذات صلة

العراق يعلن اعتقال 5 قيادات بارزة بتنظيم داعش

من جانبه، أكد الخبير الأمني، علي الشمري، على ضرورة التعاون المفتوح مع التحالف الدولي، حيث إن "الفرق التكتيكية المتخصصة في قيادات العمليات بمختلف صنوفها لا تتمكن في بعض الأحيان من الوصول إلى بعض الأهداف في الجبال أو عمق الصحراء".

وأضاف الشمري لـ"الخليج 365": "لهذا تحتاج إلى تنفيذ ضربات جوية دقيقة، وهذا ما تقوم به طائرات التحالف الدولي من F16 والطائرات الفرنسية وغيرها، وحتى في عمليات الإنزالات الجوية يساهم التحالف عبر الطائرات المروحية في استكمال تلك العمليات".

ووصف وجود التحالف بـ "صمام الأمان" للعراق، خصوصاً مع تنامي التنظيم وخطورته في سوريا.

قد تقرأ أيضا