الاتحاد الأوروبي يرد على هدنة بوتين .. روسيا قادرة على إنهاء الحرب في أي لحظة

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، والتي تستمر لمدة 30 ساعة فقط، تفاعلاً حذرًا من الاتحاد الأوروبي. وبينما قد تبدو هذه الهدنة خطوة نحو التهدئة، أكد مسؤولون أوروبيون أن موسكو تملك وحدها مفتاح إنهاء الحرب بشكل كامل وفوري، إذا كانت لديها الإرادة الحقيقية لذلك.

موقف الاتحاد الأوروبي: لا تكفي الإعلانات الرمزية

صرّحت أنيتا هيبر، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والأمنية، بأن الإعلان الروسي لا يمكن اعتباره خطوة حقيقية نحو السلام ما لم يتبعه التزام فعلي بوقف دائم لإطلاق النار. وأشارت إلى أن روسيا تمتلك سجلاً طويلاً من الاعتداءات التي تقوّض مصداقية هذه المبادرات المؤقتة.

وأضافت: “نحتاج إلى رؤية وقف فعلي للعدوان، لا مجرد تهدئة ظرفية مرتبطة بمناسبات دينية. المطلوب إجراءات عملية، لا خطابات سياسية”.

 

الاتحاد الأوروبي يرد على هدنة بوتين .. روسيا قادرة على إنهاء الحرب في أي لحظة
الاتحاد الأوروبي يرد على هدنة بوتين .. روسيا قادرة على إنهاء الحرب في أي لحظة

أوكرانيا وافقت سابقًا على التهدئة

لفتت المفوضية إلى أن أوكرانيا أبدت التزامًا بوقف إطلاق النار دون شروط منذ أكثر من شهر. وهو ما يضع المسؤولية الكاملة الآن على الجانب الروسي لاغتنام الفرصة وإثبات الجدية في التفاوض على السلام.

وتابعت هيبر: “روسيا تستطيع إنهاء هذه الحرب في أي لحظة. إن رغبت بذلك حقًا، فما من عائق يحول دون ذلك”.

الهدنة في سياق استراتيجي لا إنساني؟

يرى مراقبون دوليون أن الإعلان عن هدنة مؤقتة في توقيت ديني قد يُستخدم كأداة استراتيجية لتحسين صورة موسكو أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل الاتهامات المتواصلة بشأن تصعيد الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا. ويُحذر محللون من أن هذه الخطوة قد تكون تكتيكًا دبلوماسيًا لكسب الوقت لا أكثر.

ومع استمرار العمليات العسكرية في مناطق متعددة، يرى كثيرون أن أي تهدئة مؤقتة لا ترقى إلى مصاف حل دائم للنزاع المستمر منذ فبراير 2022، والذي أدى إلى مئات الآلاف من القتلى والمصابين، وتسبب في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

الدعم الأوروبي مستمر: لا مساومة على مبادئ السلام

أكد الاتحاد الأوروبي استمرار دعمه السياسي والعسكري والاقتصادي لأوكرانيا، مشددًا على أن أي اتفاق لوقف الحرب يجب أن يكون شاملاً وعادلاً ويعتمد على انسحاب روسي كامل من الأراضي الأوكرانية. كما دعا إلى تدخل أممي فعّال لضمان التزام كل الأطراف بأي هدنة يتم التوصل إليها.

ويرى الاتحاد أن الحرب لا يمكن إنهاؤها بمبادرات محدودة، بل من خلال قرارات سياسية حاسمة تُظهر استعداد موسكو للتراجع عن العدوان، واستئناف المفاوضات في إطار قانوني ودولي واضح.

التحليل: هل تُمهّد الهدنة لمفاوضات حقيقية؟

في ظل الرفض الأوروبي الواسع للاكتفاء بـ “تهدئة رمزية”، قد تكون هذه الهدنة بمثابة اختبار نوايا لموسكو. فإذا التزمت روسيا بوقف العمليات فعليًا، قد يُعيد ذلك فتح باب المفاوضات المتعثرة منذ شهور. أما إذا استُؤنفت الهجمات بعد انتهاء المهلة المحددة، فستُعد هذه الخطوة مجرد مناورة سياسية أخرى.

وحتى تتضح نوايا الكرملين، تظل المخاوف الإنسانية قائمة، خاصة مع استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق واسعة في شرق وجنوب أوكرانيا، وغياب أي آلية رقابية دولية فعّالة لتطبيق الهدن المؤقتة.

رسالة الاتحاد الأوروبي الختامية

أوضح الاتحاد الأوروبي، من خلال مفوضيته، أن الطريق إلى السلام لن يتحقق إلا عبر إنهاء فوري وكامل للعدوان الروسي، وتقديم التزامات واضحة وموثوقة. وأضافت هيبر: “الكلمات وحدها لا تكفي. ما نحتاجه اليوم هو أفعال تثبت أن روسيا تريد السلام، لا إدارة الأزمة”.


المصدر: المفوضية الأوروبية – قسم الشؤون الخارجية والأمنية
ec.europa.eu