في تطور علمي مثير، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ساو باولو البرازيلية عن نتائج مبشرة لمستخلص القنب (CBD) في تحسين حياة الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD). هذه النتائج قد تشكل نقلة نوعية في مجال علاج التوحد، خاصة مع محدودية الخيارات العلاجية المتاحة حاليًا.
التوحد: تحدٍّ صحي متنامٍ يحتاج لتدخلات مبتكرة
يشهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في تشخيص حالات التوحد، حيث تشير أحدث إحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى إصابة طفل واحد من كل 36 طفلًا في الولايات المتحدة. هذا الارتفاع الكبير (175% منذ 2011) يضع المجتمع الطبي أمام تحدٍ كبير لتطوير علاجات أكثر فاعلية. دراسة ثورية .. مستخلص القنب (CBD) يفتح آفاقًا جديدة لعلاج أطفال التوحد يواجه أطفال التوحد وأسرهم تحديات يومية كبيرة تتراوح بين:
صعوبات التواصل الاجتماعي
السلوكيات المتكررة
نوبات القلق والتوتر
اضطرابات النوم
صعوبات في التنظيم العاطفي
تفاصيل الدراسة: بصيص أمل جديد
قام الفريق البحثي بتحليل ثلاث تجارب سريرية شملت 276 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 5-21 عامًا (78% منهم ذكور). وقد ركزت الدراسة على تقييم تأثير مستخلصات الكانابيديول (CBD) – وهو مركب غير مخدر من نبات القنب – على أعراض التوحد. النتائج كانت أكثر من مشجعة، حيث لاحظ الباحثون:
تحسنًا ملحوظًا في القدرات الاجتماعية والتفاعلية
انخفاضًا في السلوكيات المتكررة والمزعجة
تحسنًا في جودة النوم وأنماطه
تراجعًا في حالات القلق والتوتر
معدل أمان مرتفع دون آثار جانبية خطيرة
رأي الخبراء: حذر متفائل
صرحت الدكتورة لارا برانكو، الباحثة الرئيسية: “في حين أن النتائج مشجعة، إلا أننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات على نطاق أوسع لفهم الآلية الدقيقة وتأثيرات CBD طويلة المدى”. من جانبه، أضاف البروفيسور غيرت دوم من الجمعية الأوروبية للطب النفسي: “هذه النتائج تفتح بابًا جديدًا للبحث في علاجات طبيعية وفعّالة للتوحد، لكن يجب على الأهالي استشارة الأطباء قبل تجربة أي علاجات جديدة”.
ماذا يعني هذا للأسر؟
بالنسبة للأسر التي تعاني يوميًا مع تحديات التوحد، تمثل هذه الدراسة بصيص أمل جديد. لكن الخبراء يحذرون من التسرع في استخلاص النتائج:
الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية
يجب عدم استخدام أي منتجات CBD دون إشراف طبي
الجرعات والتركيبات تختلف حسب كل حالة
لا يوجد علاج شافٍ للتوحد حتى الآن
الخطوات القادمة للبحث العلمي
يخطط الباحثون لـ:
إجراء دراسات أطول مدى (12 شهرًا أو أكثر)
توسيع نطاق العينات لتشمل فئات عمرية أوسع
دراسة التفاعلات بين CBD والأدوية الأخرى
تحليل التأثيرات على المدى البعيد
خاتمة: أمل جديد يحتاج لمزيد من البحث
في الوقت الذي تشكل فيه هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل لعلاجات التوحد، يبقى الأمل معقودًا على المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وتطوير بروتوكولات علاجية آمنة. الأهم من ذلك هو تذكير الأهالي بأهمية التشخيص المبكر والتدخلات السلوكية المثبتة علميًا كأساس للتعامل مع التوحد. ستنشر الدراسة كاملة في العدد القادم من مجلة “الطب النفسي الجزيئي” بعد استكمال مراجعة الأقران.