شهد سوق الأسهم السعودي يومًا عصيبًا مع تراجع سعر سهم أرامكو إلى أدنى مستوى له منذ سنوات، في حدث أثار تساؤلات المستثمرين حول مستقبل العملاق النفطي الأكبر عالميًا. هذا التقرير الشامل يكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع ويقدم رؤية خبراء الاقتصاد للخطوات القادمة.
زلزال في البورصة: تفاصيل الانخفاض التاريخي
في يوم 19 مارس 2025، هزت صدمة الأسواق السعودية مع انهيار سعر سهم أرامكو بنسبة 1.35% ليصل إلى 25.50 ريال سعودي، متجاوزًا بذلك أدنى مستوياته المسجلة خلال 52 أسبوعًا. وتفصيلاً:
أدنى سعر في 2024: 25.95 ريال سعودي
انخفاض متسارع: من 25.85 إلى 25.50 ريال خلال جلسة واحدة
محاولات تعافٍ فاشلة: صعود إلى 25.85 ريال ثم عودة للانخفاض
ثلاثة عوامل رئيسية وراء العاصفة المالية
1. قرارات “أوبك+” تصدم الأسواق
أعلن تحالف أوبك+ عن خفض مفاجئ في إنتاج النفط، مما أدى إلى تراجع إنتاج أرامكو إلى 9 ملايين برميل يوميًا، بعيدًا عن طاقتها القصوى البالغة 11 مليون برميل. هذا القرار جاء في توقيت حساس مع تراجع الطلب العالمي.
2. توقعات جولدمان ساكس القاتمة
صدم بنك جولدمان ساكس الأسواق بتخفيضه توقعات سعر خام برنت من 80 إلى 60 دولارًا للبرميل، مما أثار موجة بيعية في قطاع الطاقة بالكامل، حيث تعتمد أرباح أرامكو بشكل أساسي على أسعار النفط العالمية.
3. رياح عاتية تضرب الاقتصاد العالمي
التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، coupled with تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة، شكلت ضغطًا إضافيًا على أسعار النفط وأداء الشركات الطاقة. أرامكو في مفترق طرق.. انخفاض تاريخي لسعر السهم.. فرصة استثمارية أم جرس إنذار؟
دليل المستثمر الذكي: كيف تتعامل مع الأزمة؟
بالنسبة للمستثمرين الذين يتساءلون عن الخطوة التالية، يقدم الخبراء هذه النصائح العملية:
اختيار الوسيط المناسب: التعامل مع وسطاء مرخصين مثل الأهلي كابيتال أو الراجحي المالية
استراتيجية الشراء: تحديد حجم الاستثمار بناءً على تحليل السوق وليس العواطف
المتابعة المستمرة: تتبع تحركات السهم والتحليلات المالية يوميًا
بوابة الأجانب للاستثمار في أرامكو
للمستثمرين الدوليين الراغبين في الدخول إلى سوق أرامكو، توجد طريقتان رئيسيتان:
الاستثمار المباشر عبر فتح حساب في “تداول” (البورصة السعودية)
الاستثمار غير المباشر عبر صناديق ETFs العالمية التي تضم أسهم أرامكو
السؤال المليوني: هل هذا وقت الشراء؟
يختلف الخبراء حول الإجابة. فمن ناحية، يشير الانخفاض الحاد إلى وجود فرصة شراء بأسعار جذابة للمستثمرين طويلي الأجل. لكن من ناحية أخرى، تحذر التحليلات من استمرار الضغوط على قطاع الطاقة في المدى القريب. القرار النهائي يعتمد على استراتيجية كل مستثمر وتحملهم للمخاطر.
رؤية مستقبلية: ماذا تخبئ الأيام لأرامكو؟
مع امتلاك السعودية 17% من الاحتياطي العالمي للنفط، تبقى أرامكو لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية. الخبراء يتوقعون أن تعود الشركة للصعود مع تحسن الظروف الاقتصادية العالمية، لكن التحديات القصيرة الأجل قد تستمر خلال الربع الثاني من 2025. في النهاية، يؤكد المحللون أن أرامكو – كشركة مملوكة بالكامل للحكومة السعودية – لديها المقومات للصمود أمام العاصفة، لكن المستثمرين يحتاجون إلى الصبر والحكمة في هذه الفترة الحرجة.