أوكرانيا ترفض هدنة بوتين في عيد الفصح وتشكك في نوايا روسيا

في خطوة تعكس الشكوك العميقة حول نوايا موسكو، أعربت أوكرانيا عن رفضها لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار المؤقت بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، مشيرة إلى أنه لا يُعبر عن رغبة حقيقية في إنهاء الحرب.

تصريحات وزير الخارجية الأوكراني: لا ثقة في موسكو

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عبر منصة “إكس” إن أوكرانيا وافقت سابقًا، خلال محادثات السلام في مارس الماضي، على مبادرة أمريكية لوقف شامل لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، لكن روسيا رفضت العرض وقدّمت شروطًا مسبقة أفشلت الاتفاق.

 

أوكرانيا ترفض هدنة بوتين عيد الفصح وتشكك في نوايا روسيا
أوكرانيا ترفض هدنة بوتين عيد الفصح وتشكك في نوايا روسيا

 

وأضاف سيبيها بسخرية واضحة: “30 ساعة بدلًا من 30 يومًا”، مؤكدًا أن هذا الفرق يكشف بوضوح عن غياب الجدية من الجانب الروسي. وتابع: “نحن نعلم أن كلمات بوتين لا يمكن الوثوق بها، وسنقيّم الأفعال لا الأقوال”.

الهدنة الروسية: محاولة لتجميل الصورة؟

أعلنت موسكو وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار يبدأ من مساء السبت وحتى منتصف ليل الأحد، احتفالًا بعيد الفصح، معتبرة إياه بادرة إنسانية. غير أن هذا الإعلان جاء دون أي تنسيق مع أوكرانيا أو المجتمع الدولي، مما زاد من الشكوك حول أهدافه الفعلية.

ويرى مراقبون أن موسكو تحاول استخدام الأعياد والمناسبات الدينية لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، بينما تستمر العمليات العسكرية على الأرض بشكل متصاعد.

أوكرانيا تدعو لوقف شامل وغير مشروط

أكد سيبيها أن بلاده لا تزال متمسكة بعرض وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يومًا، والذي تم طرحه في مارس بدعم أمريكي، ولا يزال مطروحًا للتنفيذ دون شروط. كما دعا حلفاء أوكرانيا إلى البقاء على يقظة، مشيرًا إلى أن “هذه الحرب بدأت بسبب روسيا وتستمر بإرادتها”.

وشدد على أن اختبار مصداقية أي إعلان روسي يجب أن يتم من خلال الميدان، لا عبر البيانات الإعلامية. وأضاف: “الأفعال وحدها، لا الأقوال، تكشف الحقيقة”.

خلفية الصراع: جهود دبلوماسية تقابلها تحركات عسكرية

منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، لم تنجح أية مبادرة لوقف إطلاق النار في الصمود طويلًا. وعلى الرغم من طرح عدة مبادرات من قبل دول ومؤسسات دولية، إلا أن غياب الإرادة السياسية من الجانب الروسي – بحسب كييف – يظل العائق الأبرز.

وفي وقت لا تزال فيه روسيا تسيطر على مناطق استراتيجية في شرقي وجنوبي أوكرانيا، فإن المحاولات الدبلوماسية تتراجع مقابل تصعيد ميداني واضح، يترافق مع ضربات جوية متبادلة وهجمات تستهدف البنية التحتية.

ردود فعل دولية مرتقبة

من المتوقع أن تستحوذ هذه التطورات على اهتمام العواصم الغربية، لاسيما في ظل تعثر مفاوضات السلام وتصاعد القتال على الأرض. وقد يُطالب الحلفاء الأوروبيون والولايات المتحدة روسيا بتوضيح نواياها بشكل عملي، عبر التزام طويل الأمد بوقف إطلاق النار، لا مجرّد إعلان مؤقت.

تحليل الموقف الأوكراني: واقعية أم تشدد؟

يرى محللون أن الموقف الأوكراني يعكس واقعية سياسية ناتجة عن تجارب سابقة، حيث لم تحترم روسيا التزاماتها في عدة مناسبات سابقة، بما في ذلك اتفاقيات “مينسك”. في المقابل، قد يُنظر إلى هذه التصريحات كتشدد يعقّد جهود الوساطة، خاصة من بعض الدول المحايدة.

الختام: هل تُمهّد الهدنة لمسار دبلوماسي جديد؟

مع إعلان روسيا عن وقف مؤقت لإطلاق النار، ورفض أوكرانيا له، يظل التساؤل قائمًا: هل ستكون هذه المبادرة بابًا نحو حوار أوسع، أم أنها مجرد حلقة جديدة من حرب إعلامية تتوازى مع صراع دموي مستمر؟ الإجابة رهن التطورات على الأرض في الأيام المقبلة.

المصادر والمراجع