إيران ترد على الاتهامات الغربية بشأن منشأة نووية سرية شرق طهران
أثارت تقارير إعلامية غربية جدلًا واسعًا مؤخرًا بعد مزاعم بوجود منشأة نووية سرية في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران. وردًا على هذه الادعاءات، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشكل قاطع صحة هذه التقارير، واصفًا إياها بأنها جزء من حملة ممنهجة تهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي.
ما حقيقة وجود منشأة نووية إيرانية سرية؟
في منشور على منصة (إكس)، أكد عراقجي أن هذه المزاعم تأتي في وقت حساس، يتزامن مع استئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. واعتبر أن نشر صور الأقمار الصناعية هو جزء من “عملية نفسية مركبة” تهدف إلى خلق توتر مصطنع دون وجود أدلة ملموسة.
موقف طهران الرسمي من المحادثات النووية
أكد عراقجي أن بلاده متمسكة بمسار التفاوض الدبلوماسي، وأن المحادثات غير المباشرة التي جرت حتى الآن في كل من سلطنة عمان وإيطاليا تمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة المخاوف الإقليمية والدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وشدد المسؤول الإيراني على أن الاتهامات الغربية، والتي تتكرر في كل جولة من المفاوضات، تهدف إلى ممارسة ضغط سياسي وإعلامي، وليس لها أي أساس فني أو قانوني يستند إلى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الأبعاد السياسية لنشر صور الأقمار الصناعية
وفقًا لمراقبين، فإن توقيت نشر صور الأقمار الصناعية التي تزعم رصد أنشطة غير معلنة يعكس نمطًا متكررًا في التعامل مع الملف النووي الإيراني. حيث تلجأ بعض الأطراف الدولية إلى تسريب معلومات غير مؤكدة بالتزامن مع أي تقارب محتمل بين طهران وواشنطن، في محاولة لتعطيل مسار التفاهم أو فرض شروط جديدة.
الرد الإيراني: شفافية وبرنامج نووي سلمي
تؤكد إيران أن جميع منشآتها النووية خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنها لم تتخذ أي خطوات سرية أو مخالفة لاتفاق الضمانات. وتشير إلى أن أنشطتها النووية ذات طابع سلمي بحت، وتتم تحت أعين المفتشين الدوليين.
وأضاف عراقجي في تصريحاته أن بلاده منفتحة على التعاون الفني الكامل مع الوكالة، لكنها ترفض تسييس الملف النووي واستخدامه كأداة ضغط في المفاوضات الجارية.
المحادثات غير المباشرة.. هل تثمر عن انفراجة؟
تشكل المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن فرصة نادرة لكسر الجمود في الملف النووي، خاصة بعد تعثر المفاوضات في فيينا خلال الأشهر الماضية. ويحضر هذه المحادثات مسؤولون بارزون، منهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ما يعكس جدية الطرفين في استكشاف حلول وسط.
ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المفاوضات مرهونًا بإرادة سياسية حقيقية من الجانبين، وعدم السماح للطرف الثالث بالتأثير على مسارها من خلال حملات التشكيك والتسريبات الإعلامية.
بينما تستمر طهران في نفي وجود أي منشآت نووية غير معلنة، تظل البيئة الجيوسياسية المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني متقلبة، ومعقدة. ويظل المخرج الوحيد لضمان الاستقرار هو العودة إلى طاولة الحوار، وفق أسس شفافة وبعيدًا عن حملات التشويه الإعلامي.