الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي لمصر في مسيرة التنمية حتى 2030

في إطار احتفالية “يوم أوروبا” التي نظمها وفد الاتحاد الأوروبي في القاهرة، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن الاتحاد الأوروبي يعد أحد أبرز الشركاء الدوليين لمصر في تنفيذ رؤية التنمية المستدامة 2030، مشددًا على أن التعاون بين الجانبين تجاوز العلاقات التقليدية إلى شراكة استراتيجية شاملة في مختلف المجالات.

دلالات الاحتفال بـ “يوم أوروبا” وشراكته مع مصر

خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، سلط عبدالغفار الضوء على رمزية “يوم أوروبا” الذي يُحتفل به في التاسع من مايو من كل عام، تخليدًا لإعلان شومان في عام 1950، والذي يُعد الأساس الذي قامت عليه الوحدة الأوروبية الحديثة. واعتبر أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتجديد الالتزام المشترك بقيم السلام والتكامل والتضامن، التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة، وعلى رأسها مصر.

تعزيز العلاقات الثنائية عبر شراكة استراتيجية

أوضح الوزير أن العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي ليست وليدة اللحظة، بل تمتد عبر عقود من التعاون الثنائي. ولفت إلى أن توقيع الإعلان المشترك بين الجانبين في العام الماضي فتح فصلًا جديدًا من التعاون النوعي، خاصة في مجالات التحول الرقمي والطاقة المتجددة والتعليم والصحة والابتكار.

وتابع: “شهد العام الماضي تطورات ملموسة على صعيد هذه الشراكة، حيث زادت وتيرة الزيارات رفيعة المستوى، وتم تنظيم فعاليات كبرى مثل مؤتمر الاستثمار المشترك لعام 2024، الذي عكس مدى الثقة المتبادلة بين الجانبين والرغبة في دفع عجلة التنمية المشتركة”.

التعاون في مواجهة الأزمات الإنسانية

أحد أوجه التعاون البارزة التي تطرق إليها عبدالغفار تمثلت في الجهود الإنسانية المشتركة التي بذلتها مصر والاتحاد الأوروبي في مناطق النزاع، خاصة في غزة والسودان، حيث تنسق الجهات المصرية مع بعثة الاتحاد لتوفير الإغاثة والمساعدات الطبية العاجلة للمتضررين والنازحين، بما يعكس التزامًا إنسانيًا مشتركًا يتجاوز البعد السياسي.

الاتحاد الأوروبي داعم رئيسي لمشروعات مصر التنموية

أكد الوزير أن الدعم الأوروبي شمل مشاريع استراتيجية في مصر، بدءًا من برامج التحول الأخضر، إلى تطوير منظومة التعليم والصحة، بالإضافة إلى الابتكار والنمو الشامل، وهي مجالات تعكس التوجه المصري نحو التنمية المستدامة التي تخدم مختلف فئات المجتمع.

وشدد عبدالغفار على أن الحكومة المصرية ملتزمة بتعميق هذا التعاون بما يتناسب مع تحديات العصر، وبما يُمكّن من بناء مستقبل يقوم على مبادئ الاستدامة والشمولية، موضحًا أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تمثل نموذجًا يحتذى في العلاقات الدولية الحديثة.

الاتحاد الأوروبي: مصر شريك محوري في منطقة المتوسط

من جهتها، أعربت السفيرة أنجلينا إيخهورست، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، عن تقديرها للعلاقات العميقة مع القاهرة، مؤكدة أن مصر تحتل مكانة خاصة بين دول الجوار الجنوبي للاتحاد، نتيجة التاريخ المشترك والتعاون المستمر.

الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي لمصر في مسيرة التنمية حتى 2030(1)
الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي لمصر في مسيرة التنمية حتى 2030(1)

 

وقالت إيخهورست إن الاتحاد الأوروبي يعتبر مصر شريكًا لا غنى عنه لتحقيق التنمية والسلام والكرامة لشعوب المنطقة، مؤكدة أن الاحتفال بـ “يوم أوروبا” ليس مناسبة للاحتفاء بالماضي فقط، بل فرصة لتأكيد الشراكة النشطة التي تهدف لتأمين مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا.

خلاصة وتوصيات

يعكس التوافق المتزايد بين مصر والاتحاد الأوروبي أهمية الشراكات الاستراتيجية في عالم يشهد تحديات معقدة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية، وتغيرات المناخ، والنزاعات الإقليمية. ومن خلال تعميق أوجه التعاون القائمة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والطاقة، يمكن للطرفين أن يحققا فوائد مستدامة تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين.

وينصح الخبراء بضرورة تحويل نتائج المؤتمرات والمبادرات المشتركة إلى مشاريع قابلة للتنفيذ على الأرض، مع توسيع مظلة التعاون لتشمل المزيد من الجهات الفاعلة من القطاع الخاص والمجتمع المدني في كلا الجانبين.

يؤكد خطاب وزير الصحة والسكان في احتفالية “يوم أوروبا” على أن الاتحاد الأوروبي ليس فقط شريكًا اقتصاديًا أو سياسيًا، بل حليفًا في رحلة التحول الوطني المصري. ومن خلال التعاون الوثيق، يمكن تحويل التحديات إلى فرص، والمضي قدمًا في تنفيذ رؤية مصر 2030 بروح من الشراكة والابتكار.