الاحتلال الإسرائيلي يهدد هوية مخيمي طولكرم ونور شمس .. تقرير شامل

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة طولكرم ومخيميها لليوم المئة، مع تركيز خاص على مخيم نور شمس لليوم السابع والثمانين. تشمل هذه العمليات اقتحامات ليلية مكثفة، حيث تجوب الآليات العسكرية الأحياء الرئيسية مثل دوار الشهيد ثابت ثابت وشوارع الحدادين ونابلس. تتخلل هذه الاقتحامات أعمال استفزازية ضد السكان، بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية.

تسبب هذا التصعيد في خسائر بشرية ومادية جسيمة، حيث استشهد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إلى جانب إصابات واعتقالات بالعشرات.

تغيير المعالم والهوية الديمغرافية

يسعى الاحتلال إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لمخيمي طولكرم ونور شمس من خلال خطط منهجية تشمل هدم مبانٍ سكنية وتهجير السكان. في الأيام الأخيرة، أُخطرت 106 عائلات بهدم منازلها، منها 58 في مخيم طولكرم و48 في نور شمس، وتم بالفعل هدم 15 وحدة سكنية في حارة المنشية. كما أعلن الاحتلال عن خطط لهدم 19 مبنى إضافي في حارتي الجامع والمسلخ.

وفقًا لتقارير وكالة الأنباء الفلسطينية، تسببت هذه العمليات في نزوح أكثر من 4200 عائلة، أي حوالي 25 ألف شخص، مع تدمير 396 منزلًا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي.

الاحتلال الإسرائيلي يهدد هوية مخيمي طولكرم ونور شمس .. تقرير شامل(1)
الاحتلال الإسرائيلي يهدد هوية مخيمي طولكرم ونور شمس .. تقرير شامل(1)

تحويل الأحياء إلى ثكنات عسكرية

يعمد الاحتلال إلى الاستيلاء على منازل في شارع نابلس والحي الشمالي، وتحويلها إلى نقاط عسكرية. يتم إجبار السكان على إخلاء منازلهم تحت التهديد، مع تمركز الجرافات والآليات العسكرية في المناطق المحيطة. هذه الإجراءات تعيق حركة السكان وتمنعهم من الوصول إلى منازلهم لاستعادة ممتلكاتهم.

على سبيل المثال، تم اعتقال شابين، أحدهما ضابط في الدفاع المدني، خلال مداهمات ليلية، مما يعكس استهدافًا ممنهجًا للنشطاء والعاملين في المجتمع.

تحديات إنسانية متفاقمة

يواجه سكان المخيمين أزمة إنسانية متصاعدة بسبب الحصار المفروض. يتم منع طواقم الإغاثة، بما في ذلك الهلال الأحمر، من الوصول إلى السكان لتقديم المساعدات الأساسية. كما تُعرقل قوات الاحتلال جهود السكان لإخلاء ممتلكاتهم، حيث يتعرضون للمطاردة والاحتجاز.

  • تدمير البنية التحتية: تضررت شبكات المياه والكهرباء، مما أثر على حياة الآلاف.
  • إغلاق المداخل: تُغلق مداخل المخيمات بالسواتر الترابية، مما يعزلها عن محيطها.
  • استهداف المدنيين: تُستخدم القنابل الصوتية والرصاص الحي ضد السكان، بمن فيهم الصحفيون والمسعفون.

موقف المجتمع الدولي

أدان محافظ طولكرم، عبد الله كميل، هذه الإجراءات، واصفًا إياها بـ”السادية الحقيقية”، ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لوقف العدوان. ومع ذلك، يبقى الاستجابة الدولية محدودة، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين.

تشير تقارير إلى أن هذه السياسات تهدف إلى “تفريغ” المخيمات من سكانها، مما يهدد الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك حقهم في العودة.

ضرورة التحرك العاجل

إن الوضع في مخيمي طولكرم ونور شمس يتطلب تدخلاً دوليًا فوريًا لوقف الانتهاكات وحماية حقوق السكان. يجب على المنظمات الحقوقية توثيق هذه الجرائم والضغط من أجل محاسبة الاحتلال. يبقى صمود الفلسطينيين رغم هذه التحديات شاهدًا على إرادتهم في الدفاع عن أرضهم وهويتهم.

للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى تقارير وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): english.wafa.ps.