الجيش الإسرائيلي يتراجع عن طلب إدخال المساعدات لغزة.. أزمة إنسانية تتفاقم وسط تحذيرات دولية
في تطور مفاجئ، تراجعت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن طلبها استئناف إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، وذلك بعد تحذيراتها السابقة من انتهاك القانون الدولي إذا استمر الحصار المشدد. جاء هذا التراجع في أعقاب هجوم حاد شنّه وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي اتهم الجيش بـ”تجاوز صلاحياته وتحدي القرارات السياسية”.
تفاصيل البيان العسكري والقرار المفاجئ
أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا يوم الاثنين، أكد فيه أنه “لم يُدخل ولن يُدخل أي مواد إغاثية إلى قطاع غزة”، في خطوة تعكس انصياعًا واضحًا للضغوط السياسية. وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد كشفت عن مداولات داخل أروقة الجيش حول ضرورة استئناف المساعدات الإنسانية، تحسبًا لتداعيات قانونية ودولية قد تطال القيادات العسكرية والسياسية.
ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الجيش كان قد نبه إلى أن استمرار منع المساعدات قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية تضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي”. إلا أن هذه التوصيات اصطدمت بموقف حكومي متشدد، خاصة بعد تصريحات سموتريتش الذي هدد بـ”منع دخول حبة قمح واحدة إلى غزة”.
الأزمة الإنسانية تصل إلى نقطة الانهيار
في غضون ذلك، تواجه غزة أزمة غذائية وصحية غير مسبوقة، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إغلاق جميع المخابز المدعومة في القطاع بسبب نفاد الدقيق والوقود. وأكدت المنظمة أن الإمدادات الحالية بالكاد تكفي لأسبوعين، فيما أصبحت الوجبات الغذائية المتاحة لا توفر سوى 25% من احتياجات الفرد اليومية.
من جهتها، نقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن “الوضع سيزداد سوءًا مع استئناف العمليات العسكرية في رفح”، مشيرة إلى أن “نفاد الغذاء سيتسارع في المناطق التي ستشهد تصعيدًا عسكريًا”.
سموتريتش يتحدى المجتمع الدولي: “لن ندع المساعدات تدخل”
في تصريح صادم، قال وزير المالية الإسرائيلي: “اسمعوا جيدًا.. لن تدخل غزة حبة قمح واحدة طالما أننا نحكم”، مؤكدًا أن الحكومة الحالية “ليست كسابقاتها، ولن تسمح للجيش بتجاوز القرارات السياسية”.
وردًا على هذه التصريحات، أصدر الجيش بيانًا خاطفًا بعد ساعة واحدة فقط، أعلن فيه التزامه الكامل بـ”تعليمات القيادة السياسية”، مما أثار تساؤلات حول مدى استقلالية المؤسسة العسكرية في ظل الحكومة الحالية.
ماذا بعد؟ خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات بشراكة “مرتزقة أمريكيين”
كشفت تقارير عن خطة إسرائيلية لتجربة نموذج محدود لتوزيع الغذاء في رفح، بمشاركة ما وصفته بـ”مرتزقة أمريكيين” من شركات أمنية خاصة. وتشير التسريبات إلى أن الجيش يسعى لإشراف كامل على عملية التوزيع، سواء عبر منظمات دولية أو عبر قواته، في محاولة لتفادي اتهامات “استخدام المساعدات كسلاح سياسي”.
ختامًا.. بينما تدق الساعة الإنسانية في غزة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستستجيب إسرائيل للضغوط الدولية، أم أن المشهد الإنساني سيتجه نحو الأسوأ؟