الجيش الإسرائيلي يعلن عن نقل جرحى دروز من سوريا لتلقي العلاج في صفد

في تطور جديد يعكس تعقيد الأوضاع على الحدود السورية الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بنقل خمسة جرحى من أبناء الطائفة الدرزية في سوريا لتلقي العلاج داخل إسرائيل. وتم إجلاء المصابين الليلة الماضية إلى مستشفى “زيف” في مدينة صفد شمال إسرائيل، بعد تعرضهم لإصابات في الأراضي السورية، وفقًا لما صرح به المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي.

نقل إنساني أم تدخل عسكري مقنّع؟

وبينما وصف المتحدث العملية بأنها إنسانية، فقد تزامن الإعلان مع تصريحات تؤكد انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في الجنوب السوري، بدعوى حماية القرى الدرزية من “قوات معادية” على حد تعبيره. وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول طبيعة هذا التداخل، خاصة في ظل تنامي الحديث عن أدوار أمنية إسرائيلية تتجاوز الجانب الإنساني البحت.

تصعيد عسكري في الجنوب السوري

التصريحات الإسرائيلية لم تتوقف عند نقل المصابين، بل شملت أيضًا تأكيدات من المتحدث أفيخاي أدرعي بتنفيذ غارات جوية إسرائيلية ليلة أمس استهدفت مواقع عسكرية سورية. وشملت الضربات، بحسب البيان، موقعًا عسكريًا، ومنصات دفاع جوي، وبنية تحتية لإطلاق صواريخ أرض-جو، دون تقديم تفاصيل عن حجم الخسائر أو رد الفعل السوري.

تحليل: أبعاد التحركات العسكرية الإسرائيلية

يرى محللون أن هذا التصعيد جزء من سياسة إسرائيلية مستمرة لفرض خطوط حمراء في سوريا، لا سيما في المناطق القريبة من الجولان المحتل. ومع تزايد النفوذ الإيراني وحزب الله في الجنوب السوري، تحاول إسرائيل استخدام كل من الأدوات العسكرية والسياسية لتقويض هذه التمددات.

دور الطائفة الدرزية في المعادلة الإقليمية

الطائفة الدرزية، التي تتمركز في كل من سوريا ولبنان وفلسطين، باتت في قلب هذه التطورات، خاصة مع حرص إسرائيل على إظهار دعمها “الإنساني” لدروز سوريا. غير أن هذا الدعم قد يُنظر إليه محليًا كنوع من محاولة كسب ولاءات أو اختراق مجتمعي، في ظل غياب أي موقف رسمي سوري واضح بشأن الحادثة.

الجيش الإسرائيلي يعلن عن نقل جرحى دروز من سوريا لتلقي العلاج في صفد(1)
الجيش الإسرائيلي يعلن عن نقل جرحى دروز من سوريا لتلقي العلاج في صفد(1)

مخاوف من توسع رقعة الاشتباك

  • تزايد الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية قد يدفع لتدهور أمني جديد في الجنوب.
  • استخدام الأبعاد الإنسانية لتبرير التدخلات العسكرية قد يفتح الباب أمام مزيد من الانقسامات الطائفية.
  • موقف النظام السوري من نقل الجرحى إلى إسرائيل لم يصدر بعد، مما يفتح المجال لتأويلات سياسية مختلفة.

الخلاصة: خطوة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية

بينما تحاول إسرائيل تقديم تحركها الأخير على أنه بُعد إنساني لمساعدة جرحى من الطائفة الدرزية، إلا أن تزامنه مع قصف مواقع سورية يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من هذا النشاط. وفي ظل استمرار الصراع السوري وغياب أي تسوية سياسية شاملة، تبقى هذه الأحداث مرشحة للتصاعد مع مزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي.