الحرب التجارية تعود .. أوروبا تحذر من تداعيات خطيرة للرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي

في تطور جديد للأزمة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين العظمتين، حذر مسؤولون أوروبيون من عواقب وخيمة قد تطال الاقتصاد العالمي بأكمله إذا أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ تهديداتها بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات الاتحاد الأوروبي.

تحذيرات صادمة من بروكسل: الجميع خاسر

صرح فادليس دومبروفسكيس، المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، بأن النماذج الاقتصادية الحديثة تشير إلى انخفاض محتمل في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تصل إلى 1.4% بحلول عام 2027 إذا ما تم تطبيق هذه الرسوم. كما توقع تأثيرات سلبية وإن كانت أقل حدة على الاقتصاد الأوروبي، حيث قد ينخفض الناتج المحلي بنسبة 0.2%.

التفاصيل الكاملة للأزمة التجارية

جاءت هذه التحذيرات بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تعليق الرسوم الجمركية المخطط لها لمدة 90 يومًا، وهي الخطوة التي دفعت الاتحاد الأوروبي لتعليق إجراءاته المضادة المعلنة سابقًا. لكن الخبراء يحذرون من أن هذا التهدئة قد تكون مؤقتة في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين الطرفين.  

 

الحرب التجارية تعود .. أوروبا تحذر من تداعيات خطيرة للرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي
الحرب التجارية تعود .. أوروبا تحذر من تداعيات خطيرة للرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي

تداعيات متعددة المستويات

كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن نية الاتحاد الأوروبي الرد على أي إجراءات أمريكية بفرض رسوم جمركية انتقائية على شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مثل ميتا (فيسبوك سابقًا) وجوجل. وأوضحت في تصريحات حصرية لصحيفة فاينانشال تايمز أن بروكسل تمتلك “ترسانة من الإجراءات المضادة” في حالة فشل المفاوضات.

ماذا يعني هذا للمستهلكين والشركات؟

يؤكد المحللون الاقتصاديون أن استمرار هذه التوترات التجارية سيؤدي حتمًا إلى:

  • ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق الأوروبية والأمريكية
  • اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية
  • تراجع الاستثمارات المتبادلة بين القارتين
  • تأثير سلبي على سوق العمل في القطاعات المتضررة

نظرة مستقبلية: هل من أمل للحل؟

رغم الجو المشحون، يبدو أن كلا الطرفين ما زالا يفضلان الحلول التفاوضية. فقد أعلنت فون دير لاين عن منح مهلة 90 يومًا للمفاوضات، مع تأكيدها أن الاتحاد الأوروبي “يريد إعطاء الفرصة للحوار”. لكنها حذرت في الوقت نفسه من أن بروكسل لن تتردد في تنفيذ إجراءات مضادة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتائج مرضية.

تحليل الخبراء: لماذا هذه الأزمة مختلفة؟

يختلف الخبراء في تقييمهم لتداعيات هذه الأزمة مقارنة بالنزاعات التجارية السابقة بين الطرفين. فمن ناحية، يأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تباطؤ عام وتحديات متعددة. ومن ناحية أخرى، فإن طبيعة الرسوم المطروحة هذه المرة قد تؤثر على قطاعات استراتيجية حيوية لكلا الاقتصادين.

كيف يمكن أن يتأثر الاقتصاد العالمي؟

بحسب تقارير صندوق النقد الدولي، قد تشمل التأثيرات المحتملة:

السنة انخفاض النمو في الولايات المتحدة انخفاض النمو في الاتحاد الأوروبي انخفاض النمو العالمي
2025 0.3% 0.1% 0.2%
2026 0.7% 0.15% 0.3%
2027 1.4% 0.2% 0.5%

خاتمة: مستقبل غير مؤكد

بينما تتجه الأنظار نحو غرفة المفاوضات في الأسابيع القادمة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح الدبلوماسية في تجنيب العالم أزمة تجارية جديدة، أم أننا على وشك دخول مرحلة من المواجهات الاقتصادية التي قد يكون الجميع فيها خاسرًا؟ الإجابة قد تتحدد خلال الأشهر الثلاثة القادمة التي ستشهد مفاوضات مكثفة بين الطرفين.