السعودية تدين الغارات الإسرائيلية على دمشق وتدعو إلى احترام السيادة السورية
أدانت المملكة العربية السعودية بشدة الغارة الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية وتهديدًا للاستقرار الإقليمي. وأكدت وزارة الخارجية في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “إكس”، رفضها التام لمثل هذه الاعتداءات المتكررة، التي تتعارض مع مبادئ القانون الدولي.
دعوة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة
شدد البيان السعودي على ضرورة وقف جميع أشكال الانتهاكات الإسرائيلية التي تطال الأراضي السورية بشكل متكرر. كما حذّرت المملكة من تداعيات هذه السياسات العسكرية المتطرفة، التي من شأنها أن تؤجج دائرة العنف وتزيد من حالة الاضطراب في المنطقة، وتعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر.
يأتي هذا الموقف الدبلوماسي في ظل تصاعد الهجمات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع في سوريا، بزعم حماية الأقليات أو التصدي للوجود الإيراني، مما يثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الدولية حول احتمالية تفجر الوضع الأمني على أكثر من جبهة.
نتنياهو يؤكد الضربة ويتحدث عن حماية الدروز
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الجمعة، أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف موقعًا قرب القصر الرئاسي بدمشق، مؤكدًا أن هذه العملية جاءت في إطار ما أسماه “حماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا”.
وفي بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال نتنياهو: “وجهنا رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح بتمركز قوات جنوب دمشق، ولن نقبل بأي تهديد ضد الدروز في المنطقة”.
تصعيد متكرر خلال يومين
تُعد هذه الغارة هي الثانية خلال 48 ساعة فقط، ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد أهداف داخل الأراضي السورية. وكان وزير الدفاع كاتس قد صرّح قبلها بيوم بأن إسرائيل سترد بقوة إذا لم تتحرك السلطات السورية لحماية الدروز، في إشارة إلى اشتباكات وقعت مؤخرًا في مناطق قريبة من الحدود.
وتستند إسرائيل في تصريحاتها إلى مزاعم تتعلق بالأمن القومي وحماية الأقليات، في حين ترى أطراف إقليمية ودولية أن هذه الضربات تشكل انتهاكًا واضحًا للسيادة السورية، وتعرض المدنيين للخطر.
دعوات دولية متزايدة لضبط النفس
في ضوء هذا التصعيد، تجددت المطالبات من عدة دول ومنظمات دولية بضرورة ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية والدبلوماسية على الحلول العسكرية، خاصة أن سوريا تمر بظروف إنسانية صعبة نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.
التحركات الأحادية، سواء من قبل إسرائيل أو غيرها من الأطراف الفاعلة في الملف السوري، تؤدي إلى تعقيد الأوضاع أكثر، وتقلل من فرص الوصول إلى تسوية شاملة تحفظ وحدة الأراضي السورية وتضمن أمن جميع مكوناتها.
الموقف السعودي في السياق الإقليمي
تأتي الإدانة السعودية ضمن مسار دبلوماسي ثابت يعبر عن حرص المملكة على استقرار سوريا واحترام سيادتها، كما تتسق مع مواقف سابقة دعت إلى حل الأزمة السورية عبر المفاوضات المباشرة بين الفرقاء، بعيدًا عن التدخلات العسكرية الخارجية.
ويُعد هذا البيان رسالة واضحة من الرياض بأن أمن المنطقة لا يمكن ضمانه من خلال الغارات والتصعيد العسكري، بل عبر مسار سياسي يعالج جذور الأزمة ويحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والعيش الكريم.
الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، ورد الفعل السعودي الحازم، يبرزان مجددًا خطورة استمرار الانتهاكات على استقرار المنطقة. ويظل الحل السياسي الشامل هو المخرج الوحيد من دوامة العنف التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.