السعودية تطلق “طريق العبر الدولي”.. نقلة نوعية في الربط البري مع اليمن

في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، أعلنت المملكة العربية السعودية عن افتتاح مشروع “طريق العبر الدولي” بعد سنوات من التخطيط والتنفيذ الدقيق. هذا المشروع الضخم ليس مجرد شريان نقل عادي، بل يحمل في طياته رؤية استراتيجية لتعزيز التكامل الإقليمي وتسهيل حركة ملايين المسافرين والبضائع سنوياً.

لماذا يعتبر هذا الطريق حدثاً استثنائياً؟

يتميز مشروع طريق العبر الدولي بعدة مميزات تجعله نقطة تحول في تاريخ النقل البري بين السعودية واليمن:
  • تقليص زمن السفر بين البلدين بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالطرق التقليدية
  • تصميم هندسي متطور يتوافق مع أعلى معايير السلامة العالمية
  • ربط ثلاث محافظات يمنية رئيسية (مأرب، حضرموت، شبوة) بشبكة الطرق السعودية
  • خدمة أكثر من 11 مليون يمني بشكل مباشر

المراحل التنفيذية: قصة نجاح سعودية يمنية

بدأت رحلة تنفيذ هذا المشروع الطموح في سبتمبر 2021 تحت إشراف البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، حيث تم تقسيم الأعمال إلى مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة المسافة المقطع تاريخ الانتهاء
الأولى 50 كم من العبر إلى الضويبي 2023
الثانية 40 كم من الضويبي إلى غويربان نوفمبر 2024

معايير الأمان: أولوية قصوى

حرصت السعودية على تطبيق أحدث المعايير التقنية في تنفيذ المشروع، حيث شملت أعمال التطوير:
  • إنشاء جسور متطورة مقاومة للعوامل الجوية
  • نظام تصريف مياه متكامل لمنع تشكل البرك
  • لوحات إرشادية ذكية تعمل بالطاقة الشمسية
  • نظام مراقبة إلكتروني على مدار الساعة
السعودية تطلق طريق العبر الدولي.. نقلة نوعية في الربط البري مع اليمن
السعودية تطلق طريق العبر الدولي.. نقلة نوعية في الربط البري مع اليمن

الأثر الاقتصادي: محرّك جديد للنمو

يتوقع خبراء الاقتصاد أن يسهم طريق العبر الدولي في:
  • زيادة التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 35% خلال 3 سنوات
  • خفض تكاليف النقل البري بنسبة 40%
  • توفير آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة
  • تحسين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق النائية

شهادات من الميدان

“طريق العبر سيغير حياة الملايين من اليمنيين، فهو ليس مجرد أسفلت وإنما جسر للتواصل والتنمية” — مسؤول يمني في وزارة النقل
بينما صرح أحد سائقي الشاحنات: “كنت أقضي 12 ساعة في الطريق، الآن أصبحت الرحلة 5 ساعات فقط بسلامة أعلى”.

رؤية مستقبلية

يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة مشاريع تنموية سعودية في اليمن تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 10 مليارات دولار، مما يعكس التزام المملكة بدعم الاستقرار والتنمية المستدامة في الجوار العربي. ويتوقع أن يشكل طريق العبر نواة لمشاريع لوجستية أكبر في المستقبل، تعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي. مع افتتاح هذا المشروع الحيوي، تدخل العلاقات السعودية اليمنية مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، حيث يصبح الطريق البري الجديد شاهداً حياً على عمق الروابط بين الشعبين الشقيقين.