المرور السعودي يعلن مضاعفة غرامات التفحيط لتصل إلى 60 ألف ريال في إطار تعزيز السلامة المرورية
في خطوة حازمة تهدف إلى تعزيز السلامة العامة والحد من الظواهر الخطرة على الطرقات، أعلنت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية عن تحديثات صارمة على نظام العقوبات المرتبطة بمخالفة التفحيط. وتضمنت هذه التعديلات مضاعفة قيمة الغرامات المالية، لتبدأ من 20,000 ريال سعودي وتصل إلى 60,000 ريال في بعض الحالات، إلى جانب عقوبات إضافية مثل حجز أو مصادرة المركبة والسجن.
ويأتي هذا القرار ضمن حزمة من الإجراءات الجديدة التي تتخذها الجهات المعنية للحد من السلوكيات غير المسؤولة على الطرقات، التي تشكل تهديدًا مباشرًا لأرواح السائقين والمشاة على حد سواء.
ما هو التفحيط؟ ولماذا يمثل خطرًا جسيمًا؟
التفحيط هو سلوك استعراضي يقوم خلاله السائق بإحداث انزلاق أو دوران سريع وعنيف للمركبة في الطرق العامة، غالبًا بهدف الترفيه أو لفت الأنظار، دون أي اعتبار للأنظمة المرورية أو إجراءات السلامة. ويُصنّف هذا السلوك كأحد أخطر المخالفات المرورية، نظرًا لتسببه في العديد من الحوادث القاتلة، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي قد تلحق بالممتلكات العامة والخاصة.
ويؤكد خبراء السلامة المرورية أن التفحيط لا يعكس فقط تهورًا شخصيًا، بل يُعد انتهاكًا مباشرًا لحقوق الآخرين في استخدام الطريق بأمان.
تفاصيل العقوبات الجديدة لمخالفة التفحيط
أوضحت الإدارة العامة للمرور أن العقوبات الجديدة تم تصعيدها تدريجيًا بحسب تكرار المخالفة، كما يلي:
- المخالفة الأولى: غرامة مالية قدرها 20,000 ريال، مع حجز المركبة لمدة 15 يومًا، وإحالة إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن.
- المخالفة الثانية: غرامة مالية تبلغ 40,000 ريال، مع حجز المركبة لمدة 30 يومًا، والإحالة مجددًا إلى المحكمة.
- المخالفة الثالثة: غرامة تصل إلى 60,000 ريال، مع مصادرة المركبة إذا كانت مملوكة للمفحط، وإحالة القضية للمحكمة للنظر في العقوبة السجنية.
وفي الحالات التي تكون فيها المركبة مسروقة أو مستأجرة، تُطبق الغرامات والسجن دون مصادرة المركبة، مع إلزام المفحط بدفع قيمة مساوية لقيمتها.
إقرأ ايضاً : المرور السعودي يبدأ تطبيق غرامات جديدة على التجاوز الخاطئ في كافة الطرق والشوارع الفرعية
أهمية التزام السائقين بقواعد المرور
تشدد إدارة المرور على أن التزام السائقين بالقواعد المرورية هو حجر الأساس في تقليل نسبة الحوادث المرورية، وضمان بيئة آمنة لجميع مستخدمي الطريق. وتُعد ممارسات مثل الالتزام بالسرعة المحددة، وتجنب استخدام الهاتف أثناء القيادة، والامتناع عن التفحيط، ضرورية لحماية الأرواح والممتلكات.
دور المجتمع في مكافحة ظاهرة التفحيط
لا تقتصر مسؤولية الحد من التفحيط على الجهات الرسمية فقط، بل تشمل المجتمع بمختلف فئاته. فمن المهم أن يتكاتف المواطنون والمقيمون لمكافحة هذه الظاهرة عبر الامتناع عن حضور عروض التفحيط، والإبلاغ الفوري عن أي حالات يتم رصدها، سواء في الأحياء السكنية أو الطرقات العامة.
كما أن لأولياء الأمور دور محوري في توعية الأبناء، لا سيما فئة الشباب، بخطورة هذه الممارسات، وتعريفهم بالعواقب القانونية والإنسانية التي قد تترتب عليها.
حملات توعية وإجراءات مرافقة من المرور
بالتوازي مع العقوبات، أطلقت الإدارة العامة للمرور حملات توعية مكثفة تستهدف فئات متعددة من المجتمع، وتشمل هذه الحملات:
- إنتاج مقاطع فيديو واقعية تُظهر مخاطر التفحيط وعواقبه الوخيمة.
- إقامة ندوات وورش عمل في المدارس والجامعات لتعزيز ثقافة السلامة المرورية.
- نشر إعلانات توعوية على منصات التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي العام.
الهدف من مضاعفة الغرامات: ردع وتحفيز على الالتزام
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى رفع مستوى السلامة على الطرق، والحد من السلوكيات المتهورة التي تتسبب في إزهاق الأرواح. فمضاعفة الغرامات تُعد بمثابة رسالة واضحة من الجهات المختصة بأن التفحيط لن يُتسامح معه بأي شكل.
وتُعول الإدارة العامة للمرور على وعي المجتمع وتعاونه في تطبيق هذه القوانين، للانتقال من مجرد فرض العقوبات إلى خلق بيئة مرورية مثالية قائمة على المسؤولية والانضباط.
إقرأ ايضاً : المرور السعودي يوضح: مخالفة تظليل السيارات تصل إلى 900 ريال حتى لو كانت متوقفة