انخفاض أسعار الذهب بشكل ملحوظ وسط صعود الدولار وتطورات تجارية دولية

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا حادًا خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي والتطورات الإيجابية على صعيد الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الدوليين. هذا التراجع جاء رغم التوقعات السابقة بمزيد من الارتفاعات في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي.

هبوط الذهب إلى أدنى مستوى في أسبوعين

أنهت عقود الذهب الآجلة الأسبوع على تراجع بنسبة 2.9% لتسجل نحو 3210 دولارات للأوقية، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من أسبوعين. وجاء ذلك وسط استمرار التراجع لثلاث جلسات متتالية، ما يعكس ضغطًا متزايدًا من العوامل الاقتصادية العالمية.

انخفاض أسعار الذهب بشكل ملحوظ وسط صعود الدولار وتطورات تجارية دولية(1)
انخفاض أسعار الذهب بشكل ملحوظ وسط صعود الدولار وتطورات تجارية دولية(1)

العوامل المؤثرة في تراجع أسعار الذهب

  • ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.8%، مما زاد من تكلفة الذهب على المستثمرين غير الأمريكيين.
  • تفاؤل الأسواق بشأن اتفاقات تجارية محتملة بين واشنطن ودول مثل الهند واليابان.
  • ضعف السيولة في السوق نتيجة عطلة رسمية في الصين، أحد أكبر مستهلكي الذهب عالميًا.

تزايد الإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية

ساهمت تحركات سياسية واقتصادية في تشجيع المستثمرين على الابتعاد عن الذهب كملاذ آمن، والتوجه نحو الأصول ذات المخاطر المرتفعة. من أبرز تلك التحركات:

  • توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي لتخفيف الرسوم الجمركية على قطع غيار السيارات المستوردة.
  • تصريحات إيجابية من وزير الخزانة الأمريكي حول عروض الشركاء التجاريين.
  • إعلان الممثل التجاري الأمريكي عن قرب التوصل لاتفاقيات جمركية أولية خلال أسابيع.

الدولار القوي يضغط على الذهب

يعرف الذهب بحساسيته الكبيرة تجاه حركة الدولار الأمريكي، حيث أن صعود العملة الخضراء يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. ومع تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة، تراجع الطلب على الذهب كأصل آمن، ما زاد من الضغوط على الأسعار.

هل يُخفف الفيدرالي الأمريكي من وتيرة الخسائر؟

في المقابل، ساهمت التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في تقليص وتيرة هبوط الذهب. فقد كشفت بيانات رسمية عن انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من 2025، متراجعة عن التوقعات السابقة البالغة 0.4% ونمو سابق بلغ 2.4%.

وبحسب العقود الآجلة، يتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سلسلة من التخفيضات في سعر الفائدة بدءًا من يونيو المقبل، بمعدل ربع نقطة مئوية في كل مرة، ما قد يُخفّض معدل الفائدة إلى نطاق 3.25% – 3.50% بنهاية العام.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

رغم الهبوط الحاد، يظل مستقبل الذهب مرتبطًا بعدة عوامل متغيرة:

  • استمرار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
  • مسار الدولار مقابل العملات الأخرى.
  • وتيرة التقدم في الاتفاقات التجارية الدولية.
  • البيانات الاقتصادية المنتظرة في الصين وأوروبا.

وفي ظل هذه العوامل، يُنصح المستثمرون بمتابعة المؤشرات الاقتصادية والجيوسياسية بعناية لتحديد الاتجاهات المستقبلية لسوق الذهب.

أسعار الذهب تراجعت بشكل ملحوظ بسبب مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، أبرزها صعود الدولار وتفاؤل الأسواق باتفاقات تجارية دولية. إلا أن إمكانية خفض أسعار الفائدة الأمريكية قد تدعم الذهب مستقبلاً، مما يجعل المتابعة المستمرة للسوق أمرًا ضروريًا للمستثمرين.