باريس سان جيرمان يسعى لفوز معنوي قبل معركة أرسنال الأوروبية
في مواجهة قد تبدو شكلية على الورق، إلا أنها تحمل أبعادًا نفسية وتكتيكية عميقة، يستعد نادي باريس سان جيرمان لملاقاة نظيره ستراسبورج مساء السبت ضمن الجولة 32 من الدوري الفرنسي لكرة القدم، في لقاء يتطلع خلاله الفريق الباريسي إلى استعادة نغمة الانتصارات قبل استحقاقه الأوروبي الحاسم أمام أرسنال.
الدوري حُسم.. ولكن الرغبة في الفوز لم تنتهِ
رغم أن سان جيرمان حسم لقب الدوري الفرنسي رسميًا قبل ست جولات من نهاية الموسم، وهو اللقب رقم 13 في تاريخه، والرابع تواليًا، فإن تركيز الفريق بقيادة الإسباني لويس إنريكي لا يزال قائمًا على تقديم أداء مقنع، خاصة بعد نتائج غير مرضية مؤخرًا، تمثلت في التعادل مع نانت والهزيمة من نيس، وهي الهزيمة التي حرمت النادي من حلم التتويج باللقب دون خسارة.
أهمية المباراة أمام ستراسبورج
تأتي مباراة ستراسبورج في توقيت حساس، إذ تسبق مواجهة الإياب المنتظرة أمام أرسنال في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. فوز معنوي في الدوري قد يمنح الفريق دفعة نفسية كبيرة قبل هذا الصدام الأوروبي، خصوصًا وأن اللقاء السابق أمام أرسنال انتهى بانتصار ثمين بهدف دون رد في لندن.
غيابات مؤثرة وتعديلات مرتقبة
من المتوقع غياب النجم عثمان ديمبلي عن مباراة السبت بسبب إصابة عضلية تعرض لها في مباراة الذهاب ضد أرسنال، ما دفع إنريكي لاستبداله في الدقيقة 70. ورغم الغياب، يملك سان جيرمان خيارات هجومية متعددة مثل:
- برادلي باركولا
- دزيزيري دوي
- خفيتشا كفاراتسخيليا
- جونسالو راموس
- لي كانج إن (الكوري الجنوبي)
من المتوقع أيضًا أن يُجري المدرب عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية لإراحة اللاعبين الأساسيين وتجهيز البدلاء تحسبًا لأي طارئ في مباراة الإياب أمام أرسنال.
اختبار صعب أمام فريق لا يعرف الخسارة
لن تكون مهمة الباريسيين سهلة أمام ستراسبورج، الذي لم يتعرض لأي خسارة في آخر عشر مباريات له بالدوري، ويخوض صراعًا محتدمًا من أجل انتزاع إحدى البطاقات الأوروبية للموسم المقبل.
ويحتل ستراسبورج المركز السابع برصيد 54 نقطة، متساويًا في النقاط مع نيس وليون، ومتأخرًا بفارق بسيط عن ليل (56 نقطة)، وموناكو (55 نقطة)، ومارسيليا الوصيف (58 نقطة). هذا التزاحم يعكس مدى أهمية كل نقطة في الجولات الثلاث الأخيرة.
صراع أوروبي يشتعل في الخلفية
تشهد الجولة 32 مواجهات نارية، أبرزها:
- نيس المنتشي بفوزه على سان جيرمان يلاقي ريمس صاحب المركز 13.
- موناكو يخرج لمواجهة سانت إيتيان الذي يقاتل للهروب من الهبوط (يحتل المركز 17 بـ 27 نقطة).
- مارسيليا في مواجهة مباشرة ضد ليل، في صراع ناري على مركز الوصافة.
- ليون يستضيف لانس في لقاء متكافئ، بينما يواجه بريست مونبلييه الذي تأكد هبوطه.
في ظل هذه المعطيات، فإن كل مباراة تحمل أهمية كبرى ليس فقط لحسم مراكز المقدمة، بل أيضًا لتحديد هوية الفرق المتأهلة إلى دوري الأبطال والدوري الأوروبي.
ما قبل الموقعة الأوروبية
يعرف لويس إنريكي أن المواجهة الحاسمة ضد أرسنال ستكون هي الأهم هذا الموسم. لذلك سيسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين تحقيق نتيجة إيجابية أمام ستراسبورج، وبين الحفاظ على الجاهزية البدنية والفنية للاعبين الأساسيين.
في المقابل، يأمل ستراسبورج في استغلال أي تراخٍ من قبل الفريق الباريسي لتحقيق فوز ثمين يعزز من فرصه الأوروبية، خاصة في ظل تقارب النقاط الكبير في جدول الترتيب.
في مباراة تحمل طابعًا معنويًا لباريس سان جيرمان، وتنافسًا مصيريًا لستراسبورج، سيكون ملعب اللقاء مسرحًا لاختبار النوايا والتكتيك والطموحات. هي مباراة من نوع خاص، يترقبها الجمهور الباريسي ليس من أجل نقاطها فقط، بل كمؤشر استعداد لما هو أهم.
ولعل هذه المواجهة ستكون فرصة لاختبار لاعبي الصف الثاني في باريس، والتأكيد على جاهزيتهم لاستكمال مشوار دوري الأبطال، في حال دعت الحاجة إليهم.
لقاء باريس سان جيرمان وستراسبورج ليس مجرد مباراة في الدوري، بل بروفة حقيقية لموقعة أرسنال. وسواء انتهت بفوز معنوي أو تعادل، فإن الأهم هو جاهزية الفريق ذهنيًا وبدنيًا للمرحلة المقبلة.