بوتين يعلن هدنة عيد الفصح في أوكرانيا .. الأسباب والتداعيات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة مؤقتة في الحرب الأوكرانية بمناسبة عيد الفصح، في خطوة أثارت تساؤلات حول النوايا الحقيقية. تبدأ الهدنة من الساعة 6 مساءً بتوقيت موسكو يوم السبت 19 أبريل 2025 وتستمر حتى منتصف ليل الأحد. لكن ردود الفعل الأوكرانية تشير إلى قلق من استغلال هذه الهدنة، خاصة مع استمرار الخسائر البشرية التي بلغت أكثر من 600 ألف ضحية من الجانبين منذ بدء الحرب في 2022، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
تفاصيل إعلان الهدنة
في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، أشار بوتين إلى أن الهدنة تأتي “بدافع إنساني” للاحتفال بعيد الفصح. وأكد أن روسيا تتوقع من أوكرانيا احترام الهدنة، مع توجيه تعليمات للقوات الروسية بالاستعداد لأي “انتهاكات أو استفزازات”. بحسب الكرملين، فإن الهدنة تهدف إلى تهدئة التوترات خلال المناسبة الدينية.
- مدة الهدنة: من 6 مساءً السبت إلى منتصف ليل الأحد (بتوقيت موسكو).
- المنطقة المشمولة: جميع جبهات القتال في أوكرانيا.
- التعليمات العسكرية: الاستعداد للرد على أي خرق محتمل.
السياق العسكري: تقدم روسي في كورسك
تزامن الإعلان مع تقارير من وزارة الدفاع الروسية عن استعادة قرية أوليشنيا في إقليم كورسك، وهي إحدى النقاط التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية خلال هجوم صيف 2024. ووفقًا لمصادر روسية، استعادت القوات الروسية أكثر من 99% من الأراضي التي خسرتها في الإقليم. هذا التقدم يعزز موقف روسيا التفاوضي، مما يثير شكوكًا حول توقيت الهدنة.
ردود الفعل الأوكرانية
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكوكه في نوايا روسيا، مشيرًا إلى أن هجمات بطائرات مسيرة روسية تزامنت مع إعلان الهدنة. وكتب زيلينسكي على منصة إكس: “أصوات صفارات الإنذار تملأ أوكرانيا، والطائرات المسيرة في سمائنا تكشف موقف بوتين الحقيقي تجاه عيد الفصح وحياة البشر”. كما دعا وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها إلى التركيز على الأفعال لا الأقوال، مؤكدًا التزام أوكرانيا بهدنة مدتها 30 يومًا اقترحتها الولايات المتحدة سابقًا.
لماذا أعلن بوتين الهدنة الآن؟
تثير هذه الخطوة تساؤلات حول دوافع بوتين الحقيقية. تشير بعض التحليلات إلى أن الهدنة قد تكون محاولة لتحسين صورة روسيا دوليًا، خاصة بعد انتقادات بسبب هجمات استهدفت مدنيين. كما أنها قد تهدف إلى كسب الوقت لإعادة تنظيم القوات في ظل التقدم في كورسك. وفقًا لتقرير من رويترز، تأتي هذه الخطوة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة قد تتخلى عن الوساطة إذا لم تظهر الأطراف جدية في إنهاء الحرب.
دور الوساطة الدولية
لعبت دول مثل الإمارات دورًا بارزًا في تسهيل تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، حيث أشرفوا على إطلاق سراح أكثر من 1500 أسير منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الخارجية الإماراتية. هذه الجهود تسلط الضوء على أهمية الوساطة الدولية في تثبيت الهدن. ومع ذلك، فإن غياب وسيط قوي في هذه الهدنة المحددة يثير مخاوف من فشلها، خاصة مع استمرار التوترات.
تداعيات محتملة
الهدنة، إن تم احترامها، قد توفر فترة هدوء قصيرة للمدنيين في مناطق النزاع. ومع ذلك، فإن غياب اتفاق متبادل بين الطرفين يقلل من فرص نجاحها. تشير تجارب سابقة، مثل محاولات هدنة في عيد الفصح 2022 وعيد الميلاد 2023، إلى صعوبة الالتزام بالتهدئة دون وساطة قوية.
- إيجابيات محتملة: تخفيف المعاناة الإنسانية مؤقتًا، وفرصة لتبادل الأسرى.
- تحديات: انعدام الثقة بين الطرفين، وخطر استغلال الهدنة لأغراض عسكرية.
ما التالي؟
يعتمد نجاح الهدنة على التزام الطرفين، وهو أمر مشكوك فيه نظرًا لتصاعد التوترات.