تحليل استراتيجي: أبو زيد يكشف تناقضات الخطاب الإسرائيلي واستراتيجية المقاومة في ملف تبادل الأسرى

تحليل استراتيجي: أبو زيد يكشف تناقضات الخطاب الإسرائيلي واستراتيجية المقاومة في ملف تبادل الأسرى
تحليل استراتيجي أبو زيد يكشف تناقضات الخطاب الإسرائيلي واستراتيجية المقاومة في ملف تبادل-1

في تحليلٍ مفصّل للأوضاع المتشابكة بين غزة والضفة الغربية، سلّط الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد الضوء على التناقض الصارخ في سياسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه ملف تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن “الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يشهد تصعيدًا دراماتيكيًا بعد كل عملية تبادل، لكنه يخفت تدريجيًا مع اقتراب موعد تسليم دفعات جديدة من الأسرى، فيما تبقى المقاومة ثابتة في نهجها القائم على الأفعال لا الشعارات”.

أبو زيد يكشف تناقضات الخطاب الإسرائيلي واستراتيجية المقاومة في ملف تبادل الأسرى

“بين كل تسليم وآخر، نسمع جعجعة إعلامية إسرائيلية دون أن تُترجم إلى واقع ملموس، وهو ما يكشف هشاشة الموقف التفاوضي للحكومة”، يُعلق أبو زيد.

وأوضح أبو زيد في حديثه أن التأجيل المتكرر لإطلاق الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، رغم التزام المقاومة بتسليم الجثث والأسرى الإسرائيليين، يُعدّ مؤشرًا واضحًا على “الانفصام السياسي” الذي تعيشه حكومة نتنياهو، خاصةً مع تزايد الضغوط الداخلية من الشارع الإسرائيلي، والانتقادات الدولية لسياسات الاحتلال.

رهانات نتنياهو والسيناريوهات المحتملة

وفقًا للخبير الاستراتيجي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لخلق “واقع تفاوضي جديد” عبر تمديد المرحلة الأولى من الاتفاقية تحت غطاء هدنة إنسانية خلال رمضان، كمحاولة لتجنب الاصطدام بتحذيرات وزير المالية بيزلاليل سموتريتش الرافض للانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات. وتوقع أبو زيد أن تشهد الأيام المقبلة إفراجًا عن الدفعة السابعة من الأسرى، معتبرًا أن “التعنت الإسرائيلي لن يصمد طويلًا أمام حسابات المصلحة السياسية”.

الضفة الغربية: معارك الاستنزاف وخريطة التوازنات

من جهة أخرى، حلّل أبو زيد التحركات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن نشر لواء 188 المدرع بالقرب من المخيمات يأتي في إطار خطة لفرض تغييرات ديموغرافية وجغرافية تمهّد لضمّ أجزاء من الضفة. وأضاف: “المقاومة تدرك أن الدخول في مواجهات مباشرة مع هذه القوات سيُكبدها خسائر، لذا تعتمد استراتيجية جرّ الجيش الإسرائيلي إلى معارك استنزاف طويلة الأمد داخل الأحياء المكتظة، وهو سيناريو تتهاوى أمامه حسابات الاحتلال”.

يُذكر أن تحليلات أبو زيد تُسلّط الضوء على تعقيدات المشهد، حيث تتصارع الأجندات السياسية الداخلية الإسرائيلية مع الضغوط الميدانية، بينما تحافظ المقاومة على زخمها عبر توظيف الذكاء التكتيكي في إدارة الأزمات، مما يضع العالم أمام اختبار حقيقي لفعالية الدبلوماسية الدولية في ظلّ صراعٍ تتداخل فيه الدماء بالسياسة.