ترامب يعلن عن إنشاء أكبر منظومة دفاعية في تاريخ أمريكا بتكلفة 150 مليار دولار
في خطوة توصف بأنها الأضخم في تاريخ الدفاع الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مشروع غير مسبوق لإنشاء ما وصفه بـ”الدرع الذهبي”، وهو منظومة دفاعية متكاملة بميزانية تصل إلى 150 مليار دولار تهدف لحماية الولايات المتحدة من أي تهديدات جوية أو صاروخية مستقبلية.
ماذا يتضمن مشروع “الدرع الذهبي”؟
بحسب تصريحات ترامب خلال خطاب له بمناسبة مرور 100 يوم على عودته للحكم، فإن هذا المشروع سيضم تكنولوجيا متطورة تشمل أنظمة رصد وإنذار مبكر تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وصواريخ اعتراضية فريدة قادرة على التعامل مع تهديدات متنوعة من صواريخ باليستية إلى هجمات الطائرات المسيرة.
وصرّح ترامب أن المشروع هو جزء من استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة السياسة الدفاعية الأمريكية، معلنًا: «نحن نبني أكبر درع دفاعي في تاريخ العالم، وسنضمن أنه لا يمكن لأي دولة أو كيان أن يهدد أمريكا بعد الآن».
ألف قرار تنفيذي خلال 100 يوم فقط
في سياق متصل، أعلن ترامب أنه وقّع أكثر من ألف قرار تنفيذي منذ توليه منصبه للمرة الثانية، في إشارة إلى السرعة والحزم في تنفيذ أجندته السياسية والأمنية.
- إعادة تمويل برامج الدفاع الاستراتيجي
- انسحاب من منظمات دولية اعتبرها فاسدة
- إجراءات لفرض سيادة القرار الأمريكي داخليًا وخارجيًا
انسحاب مثير للجدل من منظمة الصحة العالمية
أعاد ترامب التأكيد على قراره السابق بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، مبررًا ذلك بأنها «منظمة فاسدة لا تستحق الدعم الأمريكي»، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت تموّل المنظمة بـ500 مليون دولار سنويًا، مقابل 39 مليون دولار فقط تدفعها الصين.
وقال إن هذا التفاوت المالي غير العادل يعكس خللاً في النظام الدولي يجب تصحيحه، في إشارة إلى سياسات إدارته القائمة على “أمريكا أولًا”.
موقف حازم تجاه مجلس حقوق الإنسان
كما أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واصفًا إياه بـ”المثير للاشمئزاز” لما يحتويه من ازدواجية في المعايير بحسب تعبيره، مؤكدًا أن بلاده لن تكون جزءًا من مؤسسة لا تحترم حقوق شعوبها وتغض الطرف عن الأنظمة القمعية.
ردود الفعل والتحليل العسكري
يرى محللون أن مشروع “الدرع الذهبي” سيكون منافسًا لمشاريع عالمية مشابهة مثل “القبة الحديدية” الإسرائيلية أو منظومة “إس-500” الروسية. وفي حديث لـCNN، قال الجنرال المتقاعد جون ألين إن هذا المشروع قد يغير من توازن القوى العسكرية في العقد القادم إذا ما تم تنفيذه وفق المعايير التي تحدث عنها ترامب.
لكن بعض الجهات أبدت مخاوف من إمكانية إثارة سباق تسلح جديد، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية مع الصين وروسيا.
هل يمكن تنفيذ المشروع فعليًا؟
رغم الضخامة المالية والفنية للمشروع، يشير خبراء إلى أن تنفيذه يعتمد على تعاون مكثف بين البنتاغون وشركات التكنولوجيا الكبرى، مثل Raytheon وLockheed Martin وPalantir، والتي قد تصبح المحركات الرئيسية لهذا الدرع الدفاعي الطموح.
وقد أشار ترامب إلى أن ميزانية المشروع قد يتم تمويلها من خفض التزامات أمريكا الدولية، ومن خلال مبيعات الأسلحة والتكنولوجيا لحلفاء استراتيجيين.
مشروع “الدرع الذهبي” يمثل رؤية استراتيجية طموحة لإعادة تعريف أمن أمريكا الداخلي والخارجي. وبينما يرى البعض أنه استثمار في المستقبل، يراه آخرون خطوة محفوفة بالمخاطر الجيوسياسية. ما بين طموح التنفيذ وتحديات الواقع، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح ترامب في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس؟