تصعيد الصراع في غزة .. العمليات العسكرية وأثرها على المدنيين
تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع إعلان إسرائيل توسيع عملياتها في مناطق حيوية بالقطاع. يترافق هذا التصعيد مع نزوح جماعي وتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في مدينة رفح. يستعرض هذا المقال التطورات الأخيرة، آثارها، وسبل دعم المتضررين.
تكثيف العمليات العسكرية في غزة
أعلنت السلطات الإسرائيلية عن خطة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، مع التركيز على جنوب القطاع. تشمل هذه الخطة السيطرة على محور “موراج”، وهو طريق استراتيجي يربط رفح بخان يونس. الهدف المعلن هو تعزيز الأمن على الحدود المصرية، لكن التكلفة الإنسانية تبدو باهظة.
- المناطق المستهدفة: أحياء مكتظة وطرق رئيسية.
- الاستراتيجية: نشر قوات وإقامة حواجز أمنية.
- التوقيت: بدء العمليات منذ أوائل أبريل 2025.
ما هو محور موراج؟
محور “موراج” هو منطقة كانت في السابق موقعًا لمستوطنة إسرائيلية تم تفكيكها عام 2005. تقع بين مدينتي رفح وخان يونس، وتُعد نقطة استراتيجية بسبب قربها من ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر. السيطرة عليها تتيح مراقبة أفضل للحدود، لكنها تعيق حركة السكان وتزيد من عزلتهم.
أزمة النزوح في رفح
أجبرت تحذيرات الإخلاء المتكررة آلاف العائلات في رفح على مغادرة منازلهم. تبلغ مساحة رفح حوالي 60 كيلومترًا مربعًا، وتستضيف أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين (الأونروا). هذا الاكتظاظ يجعل إيجاد مأوى آمن تحديًا كبيرًا.
تُظهر الإحصائيات أن 80% من سكان غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ بدء التصعيد الأخير. العائلات تلجأ إلى المدارس أو الخيام المؤقتة، لكن نقص المياه والغذاء يفاقم معاناتهم.
قصة من الواقع
تخيل أمًا مثل أم محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، اضطرت لترك منزلها في رفح بعد تحذير إخلاء. تحمل أغراضها القليلة وتتجه إلى مدرسة مكتظة، حيث تنام عائلتها على الأرض دون كهرباء. مثلها، آلاف العائلات تواجه عدم يقين يومي، مما يبرز الحاجة إلى حلول عاجلة.
التداعيات الإنسانية
تتعدد آثار التصعيد على سكان غزة، وتشمل:
- نقص الخدمات الأساسية: المستشفيات تعمل بطاقة محدودة، مع نقص في الأدوية.
- التأثير النفسي: الأطفال يعانون من اضطرابات القلق بسبب القصف المستمر.
- تدهور الاقتصاد: توقف العمل في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والتجارة.
تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 50% من مرافق غزة الصحية تضررت، مما يعيق تقديم الرعاية للجرحى.
جهود الوساطة: بصيص أمل؟
تعمل دول مثل مصر وقطر على تسهيل مفاوضات لوقف إطلاق النار. لكن العقبات السياسية واللوجستية، بما في ذلك رفض أطراف النزاع لشروط معينة، تعرقل التقدم. المجتمع الدولي يدعو إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
كيف يمكنك المساعدة؟
يُمكن للأفراد المساهمة في تخفيف معاناة سكان غزة عبر:
- التبرع: دعم منظمات مثل الأونروا أو الصليب الأحمر.
- نشر الوعي: استخدام وسائل التواصل لإبراز الأزمة الإنسانية.
- المشاركة المجتمعية: تنظيم حملات محلية لجمع التبرعات.
حتى المساهمات الصغيرة، مثل التبرع بـ10 دولارات، يمكن أن توفر وجبات طعام لعائلة ليوم كامل.
خاتمة: دعوة للتضامن
يُلقي تصعيد الصراع في غزة بظلال ثقيلة على ملايين المدنيين. الحلول طويلة الأمد تتطلب تعاونًا دوليًا لضمان السلام وإعادة الإعمار. اليوم، يمكن لكل فرد أن يُحدث فرقًا من خلال دعم الجهود الإنسانية أو المطالبة بحقوق الفلسطينيين. انضم إلى هذا التضامن الإنساني، وكن جزءًا من التغيير.