تصعيد جديد في الجنوب السوري .. إسرائيل تنشر قواتها وتشن أعنف غارات منذ 2023
في خطوة مفاجئة، أعلنت القوات الإسرائيلية عن نشر وحدات عسكرية في جنوب سوريا، مبررة الخطوة بأنها تهدف إلى “حماية التجمعات السكنية الدرزية”، وسط تصاعد غير مسبوق في وتيرة الغارات الجوية على مواقع سورية خلال ليلتي الجمعة والسبت.
تطورات ميدانية غير مسبوقة
أوضحت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهدف من الانتشار هو منع “توغل قوات معادية” في مناطق درزية قريبة من الجولان. كما تم الإعلان عن إجلاء خمسة مدنيين سوريين من الطائفة الدرزية لتلقي العلاج في مستشفى زيف بمدينة صفد الإسرائيلية، دون توضيح ظروف إصابتهم داخل الأراضي السورية.
أعنف هجوم منذ بداية 2023
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تُعد الأعنف منذ مطلع عام 2023، واستهدفت مواقع عسكرية في درعا وريف دمشق وحماة. وأفاد التقرير بأن الغارات أسفرت عن تدمير مستودعات أسلحة ومراكز قيادة تابعة للنظام السوري، إضافة إلى منشآت صواريخ أرض-جو ومدافع مضادة للطائرات.
ردود فعل دولية وتحذيرات أممية
أدان غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، الهجمات واعتبرها “انتهاكًا خطيرًا للسيادة السورية”، محذرًا من انعكاساتها السلبية على المدنيين. وقد اندلعت اشتباكات دامية في منطقتي جرمانا وصحنايا بالتزامن مع الغارات، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وفق تقارير محلية.
مساعٍ محلية للتهدئة في السويداء
في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور عن مبادرة أمنية محلية بالتعاون مع مشايخ الطائفة الدرزية وعلى رأسهم الشيخ حكمت الهجري. وتهدف المبادرة إلى تشكيل قوات أمنية من أبناء المحافظة بهدف ضبط الأمن دون تدخلات خارجية.
الدروز في قلب النزاع الإقليمي
تشكل الطائفة الدرزية نحو 3% من سكان سوريا، وتتمركز بشكل رئيسي في الجنوب. ومع تصاعد التوترات، تبرز الطائفة كأداة صراع إقليمي، خاصة في ظل جهود إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع دروز الجولان المحتل، الذين يرفضون الاحتلال الإسرائيلي منذ ضم المنطقة عام 1981.
الأهداف الاستراتيجية للضربات الإسرائيلية
- تقويض التعاون العسكري بين إيران والنظام السوري، خاصة جنوب سوريا.
- إرسال رسائل ردعية بعد اغتيالات استهدفت قيادات إيرانية.
- استغلال الانشغال الداخلي للنظام بقمع التظاهرات الشعبية، خاصة في السويداء.
خطر التشرذم الاجتماعي
حذرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من تصاعد خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي قد يعمق من حالة الانقسام الداخلي. ودعت اللجنة جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
في ظل استمرار الغارات والاضطرابات جنوب سوريا، يبقى السؤال المطروح: هل تسعى إسرائيل إلى حماية المدنيين حقًا أم إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في سوريا؟ في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة من انزلاق الوضع نحو تفكك اجتماعي، تبرز الحاجة إلى حلول دبلوماسية فورية تمنع مزيدًا من التصعيد.