أصدر الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية تقريرًا حديثًا كشف عن تغيرات ملموسة في أعداد المعتمرين من داخل المملكة خلال عام 2025، حيث أشار إلى أن شهر رمضان، رغم أهميته الدينية، لم يشهد النسبة الأعلى من معتمري الداخل كما كان متوقعًا، بل سجل شهر نوفمبر أعلى نسبة لمعتمري الداخل الذين أدوا العمرة مرة واحدة، بنسبة بلغت 34% من إجمالي عددهم. يأتي هذا التباين ليعكس تغيّر سلوكيات الحجاج والمعتمرين من المواطنين والمقيمين في المملكة، ويطرح تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى انخفاض الإقبال على العمرة خلال شهر رمضان، وهو الشهر الذي يُعد من أكثر الشهور روحانية في السنة.
نوفمبر 2025: الشهر الأكثر إقبالًا على العمرة من داخل المملكة
وفقًا للإحصاءات، فإن شهر نوفمبر من عام 2025 جاء في المرتبة الأولى من حيث عدد معتمري الداخل الذين أدوا العمرة لمرة واحدة، وبلغت نسبتهم 34%، وهي نسبة ملفتة تعكس توجهًا متزايدًا لدى الأفراد لتجنب أداء العمرة خلال المواسم المزدحمة، واختيار أوقات بديلة تتميز بانخفاض التكاليف وسهولة الوصول إلى الخدمات. وتُعزى هذه الزيادة في الإقبال على العمرة خلال نوفمبر إلى عدة عوامل، أبرزها:
انخفاض معدلات الازدحام مقارنة بشهر رمضان وموسم الحج.
توفر خيارات إقامة بأسعار مناسبة.
سهولة الوصول إلى المرافق والخدمات.
تزامن شهر نوفمبر مع فترات إجازة لدى البعض، ما يتيح فرصة أداء العمرة دون التأثير على التزامات العمل أو الدراسة.
تقرير رسمي يكشف سبب تراجع المعتمرين من داخل السعودية في رمضان والشهر الذي يشهد أعلى الإقبال في 2025
أسباب انخفاض أعداد المعتمرين من الداخل خلال شهر رمضان
على الرغم من أن شهر رمضان يُعد من الأشهر الفضيلة والمحببة لدى المسلمين لأداء العمرة، إلا أن التقرير كشف عن تراجع أعداد المعتمرين من داخل السعودية خلال هذا الشهر. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مجتمعة، من أبرزها:
الازدحام الشديد: تستقبل مكة المكرمة أعدادًا ضخمة من المعتمرين القادمين من خارج المملكة خلال رمضان، ما يخلق ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية والمرافق.
ارتفاع تكاليف الإقامة والنقل: ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ في هذا الشهر بسبب الطلب الكبير، ما يجعل البعض يؤجل العمرة لأوقات أخرى.
الالتزامات العائلية: يُعد رمضان شهرًا حافلًا بالنشاطات الاجتماعية والدينية، مما قد يحد من قدرة البعض على السفر لأداء العمرة.
بحسب ما ورد في التقرير، بلغ عدد المعتمرين من داخل المملكة لعام 2025 نحو 2.5 مليون معتمر، توزعوا على أشهر السنة بشكل متفاوت، حيث لوحظ الإقبال المتزايد خلال شهري نوفمبر وديسمبر، في حين كان الإقبال أقل في رمضان. كما أشار التقرير إلى أن غالبية المعتمرين من الداخل يفضلون أداء العمرة خلال فترات الإجازات الرسمية، والعطل الدراسية، لما توفره من مرونة في التوقيت، وتخفيف الالتزامات العملية والأسرية.
توصيات لتشجيع أداء العمرة خلال الأشهر الأقل ازدحامًا
استنادًا إلى هذه البيانات، أورد التقرير عددًا من التوصيات التي من شأنها تشجيع المعتمرين من الداخل على أداء العمرة في الأشهر التي تشهد تراجعًا نسبيًا في الإقبال، من بينها:
إطلاق حملات توعوية: لرفع مستوى الوعي حول فوائد أداء العمرة في الأوقات الأقل ازدحامًا.
تقديم عروض وخصومات: على خدمات الإقامة والنقل لتحفيز المعتمرين على أداء العمرة خارج المواسم المزدحمة.
تحسين مستوى الخدمات: لتوفير بيئة آمنة ومريحة طوال العام دون تمييز موسمي.
تقرير رسمي يكشف سبب تراجع المعتمرين من داخل السعودية في رمضان والشهر الذي يشهد أعلى الإقبال في 2025
دور الإحصاءات في تطوير منظومة خدمات العمرة
يساعد هذا النوع من التقارير والإحصائيات الجهات المعنية على التخطيط الأمثل لتوزيع الموارد وتطوير الخدمات بما يتناسب مع أوقات الذروة والركود، كما يساهم في تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل الازدحام وتوفير خدمات مخصصة بناءً على أوقات الذروة والاحتياج الفعلي. وبذلك، يمكن استغلال هذه البيانات لتصميم حملات إعلامية موجهة، وتنظيم برامج تسويقية تحفز المعتمرين من الداخل على اختيار أوقات مناسبة تضمن لهم أداء المناسك بأريحية وسهولة. كما تساعد هذه الأرقام في دعم الخطط الوطنية لتوسيع الطاقة الاستيعابية للحرم المكي والمدينة المنورة، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في ما يتعلق بتسهيل أداء الشعائر الدينية للمواطنين والمقيمين على حد سواء. إقرأ ايضاً : السعودية تعلن تعديلات جديدة على تأشيرة العمرة لعام 2025: تفاصيل الشروط والجنسيات المتأثرة