تنبؤات مثيرة للجدل .. هل توقفت حركة الطيران العالمي بسبب نبوءة؟

في وقت أصبح فيه الناس أكثر فضولًا تجاه المستقبل، عادت السيدة اللبنانية ليلى عبد اللطيف إلى واجهة الجدل بتوقعاتها الجديدة حول توقف حركة الطيران على مستوى العالم، مدعية أن خللًا تقنيًا مفاجئًا سيؤدي إلى شلل في النظام الجوي العالمي. وبينما اعتاد البعض اعتبار هذه التنبؤات مجرد تكهنات غير موثوقة، فإن ما حدث مؤخرًا في أوروبا أثار جدلًا واسعًا حول دقة هذه التوقعات.

خلل تقني يعصف بأنظمة الطيران الأوروبية

وفقًا لتقارير إعلامية متعددة، تعرضت عدة دول أوروبية مثل ألمانيا، بريطانيا، وفرنسا لعطل مفاجئ في أنظمة الملاحة والتحكم الإلكتروني بالطيران، مما تسبب في تعطيل آلاف الرحلات الداخلية والدولية، وإحداث حالة من الفوضى في العديد من المطارات الكبرى.

تنبؤات مثيرة للجدل.. هل توقفت حركة الطيران العالمي بسبب نبوءة؟(1)
تنبؤات مثيرة للجدل.. هل توقفت حركة الطيران العالمي بسبب نبوءة؟(1)

 

التقارير أكدت أن الخلل أثر على البنية التحتية الرقمية المسؤولة عن جدولة الرحلات وتنسيقها، ما أدى إلى تأخيرات ملحوظة وإلغاء عدد كبير من الرحلات، في ظل عدم تحديد السلطات المختصة إطارًا زمنيًا واضحًا لحل المشكلة.

ليلى عبد اللطيف وتوقعها المسبق

اللافت في الأمر أن هذا الحدث جاء بعد أشهر فقط من تصريح أدلت به ليلى عبد اللطيف خلال مقابلة تلفزيونية شهيرة، توقعت فيه توقف حركة الطيران في عدة دول كبرى نتيجة خلل في الأنظمة الإلكترونية. وأكدت حينها أن العطل سيكون واسع النطاق وسيسبب ارتباكًا عالميًا في حركة النقل الجوي.

رغم أن هذا التصريح قوبل بالاستهجان حينها، إلا أن التطورات الأخيرة دفعت البعض إلى إعادة التفكير في مدى صحة هذه التنبؤات، وطرح تساؤلات جدية حول مدى مصداقيتها.

هل هناك أسباب تقنية حقيقية وراء الأزمة؟

بعيدًا عن التفسيرات الغيبية، يرى الخبراء في أمن الطيران الرقمي أن تزايد الاعتماد على الأنظمة المؤتمتة والذكاء الاصطناعي في تشغيل المطارات وتنظيم الرحلات، جعل من هذه البنى التحتية أكثر عرضة للثغرات التقنية أو الهجمات السيبرانية.

وفي هذا السياق، صرح المهندس فرانك ماير، المتخصص في أمن شبكات الطيران، لقناة DW الألمانية: “الأنظمة الرقمية قد تبدو متطورة، لكنها ليست محصنة تمامًا. أي خلل بسيط في البرمجيات قد يؤدي إلى نتائج كارثية مثل توقف الرحلات.”

الآثار الاقتصادية والاجتماعية لتوقف الطيران

  • تأثر حركة التجارة العالمية ونقل البضائع الحساسة مثل الأدوية والأغذية.
  • اضطراب خطط الملايين من المسافرين والسياح ورجال الأعمال.
  • تسجيل خسائر مالية كبيرة لشركات الطيران والمطارات وشركات الخدمات الأرضية.

وبحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، فإن الخسائر اليومية الناجمة عن توقف حركة الطيران في منطقة واحدة يمكن أن تتجاوز 500 مليون دولار.

خلاصة وتوصيات للمسافرين

في ظل غياب ضمانات تقنية مطلقة، يُنصح المسافرون دائمًا بمتابعة إشعارات شركات الطيران، وتجنب حجز الرحلات في الفترات التي تشهد اضطرابات مناخية أو سياسية أو تقنية.

كما أن وجود تطبيقات ذكية لإدارة خطط السفر مثل TripIt أو FlightAware يمكن أن يساعد في تعقب التغيرات اللحظية في حالة الرحلات.

هل كانت مجرد مصادفة؟

تبقى الإجابة محل نقاش، فبين من يرى في الأمر مجرد تداخلات غير مترابطة، ومن يؤمن بدقة التوقعات، يبقى الواقع أن ما حدث يمثل إنذارًا بمدى هشاشة بعض جوانب البنية الرقمية للنقل الجوي العالمي، وضرورة تطوير حلول أكثر استقرارًا ومرونة للتعامل مع الطوارئ.

وبينما تواصل الشركات التحقيق في أسباب العطل، ستظل هذه الحادثة مادة دسمة للمحللين، والمشككين، والمصدقين بالتساوي.