حسين الشيخ يؤكد .. واشنطن وحدها قادرة على وقف الحرب في غزة

في خضم الحرب المتواصلة على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثامن، برزت تصريحات لافتة لنائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ، أكد فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الجهة الوحيدة القادرة على إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر، مشددًا على أهمية التوافق الوطني الذي يشمل جميع مكونات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركة حماس.

مطالبة فلسطينية بتدخل أمريكي فوري

خلال حوار مع وسائل إعلام عربية، دعا حسين الشيخ الإدارة الأمريكية إلى التحرك العاجل لوقف الحرب في غزة، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي يمكنه ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل”. وتأتي هذه الدعوة بعد أن تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين حاجز 50 ألف شهيد، إضافة إلى أكثر من 100 ألف جريح، في واحدة من أكثر الحروب دموية على القطاع.

حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني

على الرغم من الخلافات السياسية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، أكد الشيخ أن الأخيرة تمثل شريحة من المجتمع الفلسطيني، ولا يمكن تجاوزها أو إقصاؤها من أي عملية سياسية مستقبلية. وقال: “نحن لا نستبعد حماس من النظام السياسي، ونجري معها حوارًا وطنيًا”، معبرًا عن أمله في أن تتخذ الحركة خطوات سياسية “جريئة” تسهم في وقف الحرب وإعادة بناء الوحدة الوطنية.

المقاومة السلمية بدلًا من الكفاح المسلح

في تحول لافت في الخطاب السياسي، دعا الشيخ إلى تبني نهج المقاومة السلمية كوسيلة لتحقيق الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة، مؤكدًا أن المفاوضات تظل الخيار الأكثر جدوى في الوقت الراهن. وأوضح: “أفضل وسيلة الآن لتحقيق الحقوق الوطنية هي عبر المقاومة الشعبية السلمية، وليس الكفاح المسلح”، معتبرًا أن هذا النهج يعزز بقاء الفلسطينيين على أرضهم ويدعم قضيتهم في المحافل الدولية.

غزة تحت الحصار والقصف.. والسلطة ترفض أي بديل عنها

منذ 2 مارس 2025، يعاني قطاع غزة من حصار خانق بعد أن أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية، ما أدى إلى توقف شبه كامل في دخول المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات من منظمات أممية من كارثة إنسانية وشيكة. وعلى الرغم من وقف إطلاق نار مؤقت تم التوصل إليه في يناير، فقد استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس، متهمة حماس بإفشال جهود الوساطة التي كانت تقودها الولايات المتحدة.

وأكد الشيخ أن السلطة الوطنية الفلسطينية ترفض أي حلول بديلة لحكمها في غزة، وقال: “لن نقبل بأي جهة تحكم غزة غير السلطة، فنحن الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”.

جهود الوساطة تنهار وسط التصعيد

ألقى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باللوم على حركة حماس في تعثر جهود التهدئة، مشيرًا إلى أن الحركة رفضت مقترحات الوسيط الأمريكي ستيفن ويتكوف، ومؤكدًا أن الهدف من العملية العسكرية هو “تحرير الأسرى الإسرائيليين”.

خاتمة: ما المطلوب لوقف الحرب؟

تتزايد الأصوات الفلسطينية والدولية المطالِبة بتدخل أمريكي حقيقي لإنهاء الحرب في غزة، خاصة في ظل الانسداد السياسي وتفاقم الأزمة الإنسانية. ويبدو أن الحل يكمن في تفعيل دور واشنطن كوسيط حقيقي، إلى جانب تمكين القيادة الفلسطينية من توحيد الصف الوطني والعمل على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة.

لمتابعة الوضع الإنساني في غزة والتقارير الدولية، يمكن الرجوع إلى الموقع الرسمي للأمم المتحدة من هنا.