حصيلة مروعة خلال 24 ساعة .. 23 شهيدًا ومئات المصابين في قطاع غزة
شهد قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تصعيدًا جديدًا في حجم الضحايا المدنيين جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 23 مواطنًا وإصابة 124 آخرين، في حصيلة مؤقتة مرشحة للارتفاع.
وأفادت الوزارة في بيان رسمي أن هناك عددًا من الضحايا لا تزال جثثهم عالقة تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط صعوبة شديدة في وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى أماكن الاستهداف، بسبب القصف المستمر والانهيارات البنائية الواسعة.
ارتفاع إجمالي الشهداء منذ بداية العدوان على غزة
أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 بلغ حتى اليوم 52,810 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 119,473 مصابًا، ما يجعل هذه الهجمة واحدة من أكثر الاعتداءات دموية في تاريخ الصراع.
وخلال الفترة الممتدة من 18 مارس 2025 وحتى اليوم، سجلت وزارة الصحة 2,701 شهيدًا و7,432 إصابة، في وقت يستمر فيه التصعيد بوتيرة عنيفة، خصوصًا في المناطق الشمالية والوسطى من قطاع غزة.
صعوبات ميدانية تواجه الطواقم الطبية والإنسانية
تواجه الطواقم الطبية والدفاع المدني تحديات كبرى في أداء مهامها، إذ باتت الطرق غير سالكة والعديد من المراكز الطبية خارجة عن الخدمة، إما بسبب الاستهداف المباشر أو لانقطاع الكهرباء والاتصالات.
وأكدت مصادر محلية أن فرق الإنقاذ تعمل تحت ظروف قاسية، وتعتمد على معدات بدائية نتيجة الحصار ونفاد الإمدادات. كما ناشدت وزارة الصحة المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتوفير ممرات آمنة وإمدادات طبية عاجلة.
ردود فعل دولية خجولة رغم تصاعد الكارثة الإنسانية
ورغم ضخامة الأرقام المعلنة وتزايد التوثيقات حول استهداف المدنيين والمرافق الحيوية، لا تزال ردود الفعل الدولية محدودة التأثير. واكتفت غالبية الدول بإصدار بيانات شجب دون إجراءات عملية لوقف الانتهاكات أو فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قالت منظمات حقوقية إن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لهذه الجرائم يشكل غطاءً غير مباشر لاستمرار العدوان، ويفتح الباب أمام مزيد من التصعيد بحق المدنيين.
الحاجة إلى توثيق الجرائم وتحقيق العدالة الدولية
من منظور قانوني وإنساني، دعا خبراء القانون الدولي إلى ضرورة توثيق كل الاعتداءات التي تستهدف المدنيين، ورفع القضايا أمام المحاكم الدولية، لا سيما المحكمة الجنائية الدولية، في ظل وجود مؤشرات قوية على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما أشار مراقبون إلى أهمية دور الإعلام المستقل والمنظمات الحقوقية في تسليط الضوء على ما يحدث في غزة، خاصة في ظل محاولات التعتيم التي تمارسها سلطات الاحتلال.
تظل الأرقام القادمة من غزة، سواء في عدد الشهداء أو المصابين، مرآة دامية لحجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون منذ أشهر، وسط صمت دولي مستمر. وبينما تُرفع أصوات منادية بوقف الحرب وإغاثة المدنيين، يبقى الأمل معلقًا على تحرك دولي جاد لوقف هذا النزيف الإنساني.