حماس تدين تصريحات محمود عباس .. تفاصيل الأزمة السياسية الأخيرة

أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في افتتاح الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني، يوم 23 أبريل 2025، موجة غضب واسعة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة “حماس”. وصفت الحركة التصريحات بأنها “مسيئة” و”غير لائقة”، معتبرة أنها تستهدف شريحة أصيلة من الشعب الفلسطيني. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الأزمة، أسبابها، وتداعياتها على الساحة الفلسطينية.

ما قاله محمود عباس؟

خلال كلمته أمام المجلس المركزي، وجه عباس انتقادات حادة لحركة حماس، متهمًا إياها برفض تسليم الأسرى الإسرائيليين، ما يؤدي إلى استمرار العنف في غزة. استخدم عبارات وُصفت بأنها “نابية”، حيث قال موجهًا حديثه لحماس: “يا أبناء الكلاب، سلّموا الرهائن وانتهى الأمر”. هذه اللغة أثارت استياءً واسعًا، حيث اعتبرها الكثيرون خروجًا عن الأعراف السياسية لرئيس يُفترض أن يمثل وحدة الشعب.

 

حماس تدين تصريحات محمود عباس .. تفاصيل الأزمة السياسية الأخيرة
حماس تدين تصريحات محمود عباس .. تفاصيل الأزمة السياسية الأخيرة

رد حماس: إساءة للشعب وتعميق للانقسام

لم تتأخر حماس في الرد، حيث أصدرت بيانًا رسميًا أدانت فيه تصريحات عباس. وصف الدكتور باسم نعيم، القيادي في الحركة، هذه التصريحات بأنها “إساءة مباشرة لجزء كبير من الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى أنها تأتي في سياق اجتماع “يفتقر للشرعية”. وأضاف نعيم أن عباس “يحمل الفلسطينيين مسؤولية جرائم الاحتلال بشكل متكرر ومشبوه”.

  • اتهامات بالتحيز: رأت حماس أن عباس يركز على انتقاد المقاومة بدلاً من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل انتهاكاته في غزة والضفة.
  • دعوة للوحدة: طالبت الحركة بوقفة وطنية تعيد الاعتبار للوحدة الفلسطينية، بدلاً من خطابات تُغذي الكراهية.

موقف تحالف المقاومة الفلسطينية

انضمت فصائل تحالف المقاومة الفلسطينية إلى حماس في إدانة تصريحات عباس، واصفة إياها بـ”الخطيرة” و”المغذية للانقسام الوطني”. أكد التحالف أن انعقاد المجلس المركزي بهذا الشكل لا يعكس الإرادة الشعبية، بل يهدف إلى “توريث السلطة” وتعزيز قيادة “فقدت شرعيتها”. وأشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من حصار وهجمات مستمرة، ما يتطلب تكاتفًا وطنيًا.

لماذا أثارت التصريحات هذا الجدل؟

تأتي تصريحات عباس في سياق سياسي معقد، حيث يعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007. وفقًا لتقرير نشرته “الجزيرة نت”، فإن الانقسام بين فتح وحماس أضعف الموقف الفلسطيني أمام إسرائيل، مما جعل أي خطاب يُعزز هذا الانقسام مثيرًا للجدل. كما أن استخدام لغة نابية من قبل رئيس السلطة يُعتبر سابقة غير معهودة، مما زاد من حدة التوتر.

تداعيات محتملة على الساحة الفلسطينية

تشير التصريحات إلى تصاعد الخلافات بين السلطة الفلسطينية وحماس، مما قد يؤثر على جهود المصالحة الوطنية. في الوقت نفسه، يرى مراقبون أن هذا الخطاب قد يُفقد عباس جزءًا من الدعم الشعبي، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية. وفقًا لاستطلاع أجراه مركز “السياسات الفلسطينية” عام 2024، فإن 65% من الفلسطينيين يرون أن الوحدة الوطنية هي السبيل لمواجهة الاحتلال.

  • تعثر المصالحة: قد تعيق التصريحات الجهود المصرية والقطرية لإعادة توحيد الفصائل الفلسطينية.
  • تصاعد التوتر الشعبي: قد تؤدي اللغة المسيئة إلى احتجاجات في غزة والضفة.

دعوة إلى إعادة النظر

اختتمت فصائل المقاومة بياناتها بدعوة عباس إلى تبني موقف وطني يعزز الوحدة بدلاً من تعميق الانقسام. وأكدت على ضرورة إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على أسس ديمقراطية تعكس إرادة الشعب. في ظل التحديات التي يواجهها الفلسطينيون، يبقى السؤال: هل ستكون هذه الأزمة فرصة لإعادة تقييم الخطاب السياسي، أم ستزيد من تعقيد المشهد؟