حملة تضامن واسعة بعد كشف معاناة الأسير عبد الله البرغوثي في سجون الاحتلال
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالضلوع في عملية تصفية بطيئة وممنهجة للأسير عبد الله البرغوثي، المعتقل في سجن جلبوع، والذي يُعد من أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية. وأشارت الحركة إلى أن البرغوثي يواجه أوضاعًا صحية حرجة نتيجة تعذيب مستمر وإهمال طبي متعمد.
تدهور صحي حاد وممارسات تعذيب ممنهجة
أفادت وحدة إعلام الأسرى التابعة لحماس بأن الأسير عبد الله البرغوثي يعاني من غيبوبات متكررة نتيجة تعرضه للضرب الشديد داخل الزنزانة، وهو ما أدى إلى ظهور كدمات زرقاء على جسده، وكتل من الدم في الرأس، إضافة إلى كسور في الأضلاع وانتفاخ في العينين، مما جعله غير قادر على النوم أو الاستلقاء بطريقة طبيعية.
وأورد التقرير أن قوات القمع اقتحمت زنزانته أكثر من مرة، بقيادة ضابط يُدعى “أمير”، وقامت بسكب مواد حارقة على جسده بعد كل جولة تعذيب، وإدخال كلاب بوليسية تنهش جسده الغارق في الدماء، وسط تهديدات لفظية مهينة، مثل: “كنت قائدًا واليوم أنت صفر”.
من هو عبد الله البرغوثي؟
الأسير عبد الله البرغوثي، من بلدة بيت ريما بمحافظة رام الله ويحمل الجنسية الأردنية، يُعد أحد قيادات كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، واعتقلته سلطات الاحتلال عام 2003. وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة، في أطول حكم يصدر بحق أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
الانتهاكات مستمرة والصمت الدولي يفاقم المعاناة
أشارت حماس إلى أن ما يتعرض له البرغوثي ليس حالة فردية بل جزء من سياسة منهجية لتصفية الأسرى الفلسطينيين، لاسيما القادة منهم، في ظل تدهور واسع في ظروف الاعتقال عقب اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وأضافت أن سلطات الاحتلال تحرم الأسرى من أبسط حقوقهم، بما في ذلك الرعاية الصحية والطعام والنظافة، وهو ما أدى إلى وفاة 65 أسيرًا فلسطينيًا حتى أبريل 2025، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
دعوات عاجلة لتدخل دولي وتحرك شعبي
طالبت الحركة المؤسسات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل الفوري لزيارة الأسير البرغوثي وتوثيق حالته. كما دعت إلى فتح تحقيق دولي حول الانتهاكات المرتكبة بحقه، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
في السياق ذاته، ناشدت حماس الجماهير الفلسطينية وأحرار العالم بالخروج في مسيرات تضامن واحتجاج، تأكيدًا على أن قضية الأسرى خط أحمر لا يمكن السكوت عنه.
تصعيد ممنهج في ظل الحرب على غزة
يأتي هذا التصعيد بحق الأسرى الفلسطينيين في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أميركي، عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن فقدان أكثر من 11 ألف شخص حتى الآن.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال تجاوز 9900 أسير حتى أبريل 2025، بينهم نحو 400 طفل و27 امرأة.
تكشف حالة عبد الله البرغوثي المأساوية عن حجم الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي حول مصداقية شعارات حقوق الإنسان. فالتحرك العاجل أصبح ضرورة، ليس فقط لإنقاذ البرغوثي، بل أيضًا لوقف نزيف القمع داخل سجون الاحتلال.