رد مصري قوي على مزاعم إسرائيلية تمس أهرامات الجيزة

أثار تقرير إخباري عرضته القناة العاشرة الإسرائيلية ردود فعل واسعة في مصر، بعد أن حمل هجومًا مبطنًا على منطقة أهرامات الجيزة، إحدى أهم رموز الحضارة الإنسانية. التقرير وصف الموقع السياحي الشهير بأنه يعاني من “فوضى” ومشاكل تتعلق بالتعامل مع السياح، الأمر الذي اعتبره مختصون مصريّون محاولة مكشوفة للتشويه تتجاهل الجهود الجبارة لتطوير المنطقة.

محتوى التقرير الإسرائيلي وأهدافه الخفية

ركز التقرير الإسرائيلي، الذي أعده المراسل دانيال أرازي، على مشاهد عشوائية تظهر ازدحامًا في المنطقة، وانتقادات تتعلق بوجود الباعة الجائلين وسوء معاملة الحيوانات المستخدمة في الجولات السياحية. ورغم الاعتراف بعظمة الأهرامات كأحد عجائب العالم، فإن الطرح العام للتقرير انطوى على نظرة سلبية توحي بأن الموقع يعاني من إهمال.

العديد من المتابعين وصفوا التقرير بأنه تحريضي، ويعكس “غيرة حضارية” من إنجاز إنساني لا يزال يحير العالم منذ آلاف السنين. فالأهرامات تمثل علامة فارقة في تاريخ الهندسة المعمارية والبشرية، ولم يتمكن أحد حتى اليوم من تقليدها أو كشف كل أسرارها.

رد مصري قوي على مزاعم إسرائيلية تمس أهرامات الجيزة(1)
رد مصري قوي على مزاعم إسرائيلية تمس أهرامات الجيزة(1)

المشروع القومي لتطوير الأهرامات.. رؤية مصرية للمستقبل

تأتي هذه المزاعم الإسرائيلية في وقت تنفذ فيه مصر مشروعًا ضخمًا لتطوير منطقة أهرامات الجيزة، يعتبر الأكبر من نوعه في تاريخها الحديث. المشروع يشمل إنشاء بوابة دخول جديدة من طريق الفيوم، تنظيم عمليات دخول وخروج السياح، نقل الباعة الجائلين إلى أماكن مخصصة، وتوفير خدمات متكاملة تليق بمكانة الأثر.

الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، صرح بأن المشروع حقق حتى الآن أكثر من 90% من أهدافه المعلنة. وأكد أن مثل هذه المبادرات تواجه مقاومة طبيعية في البداية، ولكن الدولة تمضي قدمًا في تطبيق النظام والحوار لحل التحديات المتبقية.

الرد الرسمي المصري: من لا يملك تاريخًا لا يحتمل عظمة الآخرين

في تصريح صريح وحاسم، قال الدكتور شاكر إن من الطبيعي أن تزعج عظمة الأهرامات بعض الأطراف التي لم تنجح يومًا في بناء حضارة. وأضاف: “نعرف أن لدى إسرائيل مشكلة مع الهرم، فهم فشلوا في بناء حضارة تخصهم، لذلك يحاولون تشويه ما لا يمكن التشكيك فيه”.

وأكد شاكر أن المحاولات الإسرائيلية “لن تتعدى كونها كلمات جوفاء” في مواجهة واقع يعكسه التطوير المستمر على الأرض، مشيرًا إلى أن الأهرامات تظل رمزا حضاريا لا يُهز بسهولة، وأن مصر قادرة على مواجهة التحديات الداخلية دون الالتفات لحملات التشويه الخارجية.

ساويرس: لا مكان للعشوائية في مشروع تطوير الأهرامات

من جهته، أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي تتولى شركته “أوراسكوم بيراميدز إنترتينمنت” إدارة المشروع، أن التنظيم سيتم تطبيقه على الجميع، ومن يرفض من الباعة الجائلين الالتزام بالقواعد الجديدة “لن يُسمح له بالاستمرار”. وأضاف: “مصلحة الوطن فوق أي اعتبار”.

خلاصة: التطوير يتحدث عن نفسه.. والأهرامات باقية رغم التشويه

بينما تواصل مصر جهودها لتطوير موقع أثري يعتبر من أعظم معالم التاريخ، يبدو أن بعض الأصوات لا تحتمل هذه الإنجازات. إلا أن الحقائق على الأرض، وإصرار الدولة على التنظيم، والروح الحضارية المتجذرة في وعي الشعب المصري، كلها ترد عمليًا على أي محاولة تشويه.

فالأهرامات ليست مجرد حجارة ضخمة، بل هي رمز لصعود الإنسان نحو المجد، وشهادة خالدة على ما يمكن أن ينجزه العقل البشري. وهذه الحقائق لا تحتاج إلى دفاعات إعلامية، بل إلى استمرار العمل على تطوير وصيانة إرث إنساني لا يضاهى