زيارة تاريخية .. الرئيس السوري أحمد الشرع في باريس بدعوة رسمية من ماكرون

في خطوة لافتة على صعيد العلاقات الدولية، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الفرنسية باريس، وذلك استجابةً لدعوة رسمية وجهها له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى أوروبا منذ سنوات، ما يمنحها أهمية سياسية ودبلوماسية خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.

ما خلفيات الدعوة الفرنسية للرئيس الشرع؟

الدعوة التي وُجّهت في فبراير الماضي، لم تكن مجرد مبادرة بروتوكولية، بل جاءت مشروطة بخطوات سياسية جوهرية، أبرزها تشكيل حكومة سورية تضم مختلف مكونات المجتمع المدني، وضمان بيئة آمنة لعودة النازحين السوريين. وهو ما يُشير إلى رغبة فرنسية في دفع عجلة التغيير الداخلي بسوريا، عبر أدوات الدبلوماسية والانفتاح.

زيارة تاريخية .. الرئيس السوري أحمد الشرع في باريس بدعوة رسمية من ماكرون
زيارة تاريخية .. الرئيس السوري أحمد الشرع في باريس بدعوة رسمية من ماكرون

ماذا تتضمن أجندة اللقاء بين الشرع وماكرون؟

من المتوقع أن يناقش الرئيسان مجموعة من الملفات الحساسة، وعلى رأسها:

  • إعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية ودستورية تحترم جميع مكوناتها.
  • ضمان الأمن الإقليمي، لا سيما في ما يتعلق باستقرار لبنان المتأثر مباشرة بالأوضاع في سوريا.
  • تعزيز التعاون في ملف مكافحة الإرهاب ضمن سوريا والمنطقة.
  • مناقشة ترتيبات ممكنة لعودة اللاجئين السوريين من أوروبا ودول الجوار.

موقف فرنسا: التزام ثابت تجاه الشعب السوري

بحسب البيان الصادر عن قصر الإليزيه، تؤكد فرنسا التزامها التاريخي بدعم تطلعات الشعب السوري للحرية والديمقراطية. وتعد هذه الزيارة تجسيدًا لمسار جديد من الانفتاح المشروط، يمكن أن يسهم في فتح نافذة حوار بين النظام السوري والمجتمع الدولي، في ظل تعثر المسارات السياسية السابقة مثل “جنيف” و”أستانا”.

هل تمثل الزيارة اختراقًا في جدار العزلة؟

زيارة الشرع إلى باريس قد تشكّل اختبارًا حقيقيًا لنوايا الطرفين. فإذا نجح اللقاء في التأسيس لتفاهمات جدية، فقد يكون خطوة أولى نحو إنهاء عزلة سوريا الدبلوماسية، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية والإنسانية التي تواجهها البلاد، وارتفاع وتيرة الحديث عن التسويات الإقليمية التي تشمل أكثر من ملف متداخل.

ردود الفعل: ترحيب حذر وترقب إقليمي

حتى الآن، لم تصدر مواقف واضحة من العواصم الإقليمية، لكن مصادر دبلوماسية أوروبية أشارت إلى أن باريس تنسق خطواتها مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، لتفادي أية انعكاسات غير محسوبة. بينما ترى جهات أخرى أن الانفتاح الفرنسي يُعبر عن محاولة ملء فراغ سياسي استغلته قوى إقليمية أخرى لصالحها، مثل روسيا وإيران.

هل يمكن البناء على هذه الزيارة؟

الزيارة تُعد فرصة للطرفين لإعادة صياغة العلاقة على أسس جديدة. لكن نجاح هذا المسار يبقى مرهونًا بخطوات ملموسة من الجانب السوري، خصوصًا فيما يتعلق بالإصلاحات الداخلية وحقوق الإنسان، وعودة اللاجئين بطريقة آمنة وكريمة، مع ضمانات دولية.

خلاصة: بداية لمسار مختلف؟

في ظل الجمود الذي يلفّ الملف السوري منذ سنوات، تأتي زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى فرنسا كحدث يحمل في طياته إمكانات التغيير وفرص إعادة صياغة المشهد السياسي، إذا ما توفرت الإرادة لدى جميع الأطراف. فهل تفتح باريس فعلاً بوابة جديدة نحو “سوريا جديدة”، أم تبقى مجرد محطة رمزية؟