زيلينسكي يحث الأوكرانيين على الأمل والصمود رغم الحرب الطويلة

في رسالة مؤثرة تزامنت مع احتفالات عيد القيامة الأرثوذكسي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعبه إلى عدم فقدان الأمل في تحقيق السلام، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على بداية الغزو الروسي. وجاءت كلماته في وقت تشهد فيه البلاد استمرار التوترات والمعارك على مختلف الجبهات، ما يعكس الحاجة إلى تعزيز الروح الوطنية والتمسك بالثوابت.

خطاب رمزي من قلب كييف

ظهر زيلينسكي في مقطع مصور نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرتديًا قميصًا تقليديًا مطرزًا، ووقف أمام كاتدرائية القديسة صوفيا، إحدى أهم المعالم الدينية في العاصمة كييف. وقال في كلمته: “أوكرانيا لا تفقد الإيمان أبدًا، ونعلم جيدًا ما الذي نقاتل من أجله، ولمصلحة من ندافع”.

 

زيلينسكي يحث الأوكرانيين على الأمل والصمود رغم الحرب الطويلة
زيلينسكي يحث الأوكرانيين على الأمل والصمود رغم الحرب الطويلة

 

وأضاف: “سيأتي يوم نحيا فيه بسلام، يوم أوكرانيا الحرة، يوم يجمعنا فيه عيد القيامة دون صوت القنابل، بل بصوت الأجراس”.

رد واضح على إعلان بوتين

يأتي خطاب زيلينسكي بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 ساعة بمناسبة عيد القيامة، في مبادرة قوبلت بشكوك كبيرة من الجانب الأوكراني.

زيلينسكي شدد على أن “الجيش الروسي لم يتوقف عن القتال فعليًا، بل واصل محاولاته لإلحاق الخسائر بأوكرانيا خلال الليلة الماضية”. وأضاف أن “المبادرة الروسية لم تكن سوى تغطية إعلامية لتحركات عسكرية ميدانية”.

دعوة وطنية لتجاوز الألم

أكد زيلينسكي أن الحرب فرضت واقعًا مؤلمًا على الشعب الأوكراني، لكنها في الوقت نفسه أثبتت وحدة البلاد وقوة إرادة مواطنيها. وقال: “نقاتل من أجل أرضنا، من أجل مستقبل أبنائنا، ومن أجل أن نعيش بكرامة وسلام”.

وأشار إلى أن “الطريق طويل وصعب، لكنه ليس مستحيلًا، فبالعزيمة والإيمان سنتجاوز هذه المحنة”.

السلام هدف إستراتيجي لا يمكن التراجع عنه

برغم التحديات، يواصل زيلينسكي التركيز على السلام كهدف استراتيجي، مشددًا على أن الحل لا يمكن أن يأتي من خلال الاستسلام أو التنازل عن السيادة. وأضاف أن “القيم الأوكرانية، والهوية الوطنية، والحق في تقرير المصير ليست قابلة للمساومة”.

وأكد أن “الاحتفال الديني هو تذكير رمزي بقوة التجدد والانبعاث، وهي القيم التي تحتاجها أوكرانيا اليوم أكثر من أي وقت مضى”.

ردود أفعال دولية على مبادرة بوتين

على الصعيد الدولي، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن روسيا قادرة على وقف الحرب بالكامل إذا رغبت في ذلك فعلًا، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار المؤقت لا يعكس نية حقيقية نحو التهدئة. وصرحت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية أنيتا هيبر بأن “روسيا تمتلك القدرة على وقف هذا العدوان في أي لحظة” (مصدر رسمي).

رسائل مزدوجة: دعم داخلي وتأكيد خارجي

تحمل كلمات زيلينسكي بعدين أساسيين: دعم معنوي للشعب الأوكراني المتضرر من الحرب، ورسالة موجهة إلى المجتمع الدولي بأن أوكرانيا لن تتخلى عن حقها في الدفاع عن نفسها. كما يعكس الخطاب حرص القيادة الأوكرانية على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الثقة في مستقبل البلاد.

تحديات قائمة وآمال مستمرة

ورغم التحديات العسكرية، والضغوط الاقتصادية، والنزوح الجماعي، تبقى الرسالة الأهم في هذا الخطاب: لا سلام دون كرامة، ولا انتصار دون صبر. ويأمل الأوكرانيون أن تتكلل جهودهم بنهاية قريبة للحرب، تفتح الطريق لبناء دولة مستقرة وآمنة.

خاتمة

رسالة زيلينسكي، التي امتزجت فيها الرمزية الدينية بالعزم الوطني، تعكس واقعًا صعبًا يعيشه الأوكرانيون، لكنها في الوقت ذاته تبث روحًا من الإصرار والتفاؤل. وبينما تتواصل المعارك، يظل الأمل في السلام، وإن كان بعيدًا، حاضرًا في الوجدان الأوكراني.