عشبة الكول: بين الأسطورة والواقع.. لماذا يُعتقد أن الجن يخشونها؟
في عالم الأعشاب الذي يجمع بين العلم والخرافة، تظل “عشبة الكول” واحدة من أكثر النباتات إثارة للجدل. فبينما تشهد كتب الطب التقليدي على فوائدها الصحية، تحيط بها قصص شعبية عن قدرتها على إبعاد الجن. فما حقيقة هذه العشبة؟ وهل حقًّا تكمن قوتها في رائحتها؟
ما لا تعرفه عن عشبة الكول
تُعرف علميًا باسم Plectranthus، وتنمو في المناطق الجبلية بشرق إفريقيا والجزيرة العربية. تتميز بأوراقها السميكة ذات اللون الأخضر المائل للرمادي، ورائحتها القوية التي تشبه مزيجًا من النعناع والزعتر. استخدمها الأجداد لقرون في:
- علاج اضطرابات الجهاز الهضمي.
- تخفيف آلام المفاصل عبر تدليك الزيت المستخلص منها.
- تنقية الجروح من الميكروبات لخصائصها المطهرة.
السر العلمي وراء “رائحة طرد الجن”
كشفت دراسة نشرتها مجلة Ethnopharmacology عام 2020 أن الزيوت الطيارة في العشبة تحتوي على مركبات مثل الكاريوفيلين والليمونين، والتي:
- تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بتهدئة الأعصاب.
- تعزز الشعور بالاسترخاء وفقًا لتجارب معملية على الفئران.
- تقلل من نشاط موجات الدماغ المرتبطة بالقلق.
`إقرأ ايضاً : “عشبة نزلت من الجنة”.. الريحان كنز علاجي ذكر في القرآن ويثير دهشة العلماء!
كيف تحولت الخصائص العلمية إلى معتقدات روحانية؟
يرى الدكتور علي السعدون (أخصائي أنثروبولوجيا ثقافية) أن الارتباط بين العشبة والجن نشأ من:
- تأثيرها المهلوس الخفيف: قد تسبب جرعاتها الزائدة هلوسات سمعية وبصرية.
- استخدامها في طقوس السحر: ورد ذكرها في مخطوطات يمنية قديمة كجزء من طقوس الحماية.
- رمزية الرائحة القوية: ترتبط الروائح النفاذة ثقافيًا بفكرة التنقية في العديد من الحضارات.
تحذيرات هامة قبل الاستخدام
يحذر herbalist أميرة حسن من:
- استنشاق البخار الناتج عن حرق العشبة مباشرةً لتجنب تهيج الجهاز التنفسي.
- تجنب استخدامها من قبل الحوامل لاحتمالية تأثيرها على انقباضات الرحم.
- إجراء اختبار حساسية الجلد قبل تطبيق الزيت موضعيًا.
بين العلم والتراث.. أين الحقيقة؟
بينما تثبت الأبحاث فوائد عشبة الكول الصحية، تظل علاقتها بالجن جزءًا من الموروث الثقافي الذي يحتاج لدراسات أنثروبولوجية أعمق. يبقى الأهم هو استخدامها بوعي، والاستفادة من خصائصها دون الانجرار وراء المبالغات الأسطورية.