غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في أشرفية صحنايا .. خلفيات وتداعيات

في تصعيد جديد على الساحة السورية، شنت طائرات إسرائيلية مسيرة غارات مكثفة على منطقة أشرفية صحنايا جنوب العاصمة دمشق، وسط اتهامات متبادلة وتبريرات متضاربة بشأن الهدف من العملية.

ما الذي حدث في صحنايا؟

بحسب ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية، حلقت طائرات مسيرة في سماء منطقة صحنايا، قبل أن تطلق صواريخ استهدفت مواقع يُعتقد أنها تتبع لقوات الأمن السوري. وقد سُمع دوي انفجارات عنيفة، وأكدت تقارير وقوع إصابات في صفوف الجنود السوريين، دون تحديد أعداد دقيقة.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظة استهداف مجموعة من الجنود، ما يعزز الرواية التي تشير إلى أن الغارات طالت مواقع عسكرية.

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في أشرفية صحنايا .. خلفيات وتداعيات
غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في أشرفية صحنايا .. خلفيات وتداعيات

الرواية الإسرائيلية: عملية وقائية لحماية الدروز

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانًا مشتركًا قالا فيه إن “العملية كانت تحذيرية”، مشيرين إلى أن الهدف منها “منع اعتداء وشيك كانت جماعة متطرفة تخطط له ضد سكان من الطائفة الدرزية في صحنايا”.

وفي كلمة له، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أن الغارات جاءت بناءً على تعليمات مباشرة من رئيس الأركان الفريق أول إيال زامير، وشدد على أن إسرائيل أرسلت رسالة صريحة للنظام السوري بشأن مسؤولياته في ضبط الأمن ومنع استهداف الأقليات.

ردود الفعل المحلية والإعلامية

من جانبها، نقلت صحيفة “الوطن” السورية مشاهد توثق تحليق طائرات دون طيار قالت إنها إسرائيلية، في حين أكدت إذاعة “شام إف إم” سماع أصوات طائرات حربية في سماء العاصمة دمشق.

ووصفت وكالة “رويترز” العملية بأنها هجوم استهدف محيط أشرفية صحنايا، وهو ما يتماشى مع مزاعم سلاح الجو الإسرائيلي حول تنفيذ أكثر من غارة في المنطقة.

السياق الإقليمي والدوافع الاستراتيجية

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتداخل الحسابات الطائفية مع التوترات السياسية والأمنية بين دمشق وتل أبيب. كما أن القضية الدرزية أضحت محورًا للصراع الإقليمي، خاصة بعد تدخل زعامات دينية وسياسية من داخل إسرائيل للتعبير عن القلق على أبناء الطائفة في سوريا.

ما الذي يمكن أن يحدث لاحقًا؟

من غير المتوقع أن تمر هذه الغارات دون رد دبلوماسي أو ميداني. فالحكومة السورية قد تلجأ إلى تقديم شكوى رسمية في مجلس الأمن، أو تنفذ عمليات موضعية ضد جماعات معارضة موالية لإسرائيل، كرسالة رمزية.

من جهة أخرى، تثير هذه التطورات تساؤلات بشأن دور إسرائيل في التوازنات الداخلية السورية، وحدود تدخلها تحت ذرائع “الوقاية” أو “الدفاع عن الأقليات”، في وقت يعاني فيه البلد من هشاشة أمنية شديدة.

الغارات الإسرائيلية الأخيرة على أشرفية صحنايا تعكس تحولًا نوعيًا في نمط الاستهداف، وتفتح الباب لتصعيد سياسي وأمني جديد في الجنوب السوري. وبينما تبرر إسرائيل تحركاتها بحماية المدنيين، ترى دمشق أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية.

يبقى مستقبل التصعيد مرتبطًا بردود الفعل السورية والإقليمية، خصوصًا إذا استمرت إسرائيل في توجيه ضربات مشابهة مستندة إلى مبررات تتعلق بحماية مكونات اجتماعية داخل سوريا.