غزة تواجه المجاعة .. دعوة دولية عاجلة لوقف الجريمة الإنسانية

في تصريح ناري يعكس حجم الكارثة المتفاقمة، حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى من دخول قطاع غزة في مرحلة “المجاعة الفعلية”، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف ما وصفه بـ”الجريمة الإنسانية المتعمدة” التي ترتكب بحق أكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت الحصار، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والمساعدات الأساسية.

أزمة إنسانية تتصاعد

أكد مصطفى خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة رام الله أن الوضع الإنساني في غزة لم يعد مجرد أزمة، بل بات يرقى إلى مستوى المجاعة المنظمة. وقال: “لا تدعوا أطفال غزة يموتون جوعًا. لا تسمحوا باستخدام الغذاء والماء كأسلحة حرب”.

 

وتابع أن الأزمة الحالية لا تعود إلى كارثة طبيعية أو ظروف خارجة عن السيطرة، بل نتيجة مباشرة للحصار المستمر والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي تجاه هذه المأساة يمثل نوعًا من التواطؤ.

تحميل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية

حمّل مصطفى الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع، مشددًا على أن الاستهداف الممنهج للبنية التحتية، ومراكز توزيع الغذاء، والمستشفيات، هو ما قاد إلى هذا الانهيار الإنساني الشامل.

وأضاف أن ما يجري في غزة ليس فقط انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، بل أيضًا اختبار حقيقي لمصداقية المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية، التي طالما تحدثت عن حماية المدنيين وحقوق الإنسان.

مطالب واضحة للمجتمع الدولي

  • إدخال عاجل وغير مشروط للمساعدات الغذائية والطبية إلى كافة مناطق غزة دون عوائق.
  • تحقيق دولي مستقل في ممارسات الاحتلال التي أدت إلى تفشي المجاعة وانهيار الخدمات الأساسية.
  • إجراءات عقابية ضد الجهات التي تعرقل وصول المساعدات أو تستخدم الحصار كأداة للضغط السياسي.

أرقام مقلقة تؤكد الكارثة

بحسب تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من سكان غزة يعيشون حالياً في مستويات عالية أو حادة من انعدام الأمن الغذائي، بينما أشارت منظمات إنسانية أخرى إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، حيث تم تسجيل حالات وفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية.

الصمت لم يعد مقبولاً

دعا مصطفى جميع الحكومات والمنظمات الدولية والضمائر الحية إلى كسر حاجز الصمت، واتخاذ خطوات فاعلة وسريعة لوقف المجاعة وضمان حماية المدنيين. كما ناشد وسائل الإعلام الدولية لتسليط الضوء على الكارثة ونقل الصورة الحقيقية للعالم.

إن ما يحدث في غزة ليس فقط مأساة إنسانية، بل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي. ومع غياب أي أفق سياسي لحل دائم، فإن أقل ما يمكن فعله الآن هو منع وقوع المزيد من الوفيات بسبب الجوع، والتدخل العاجل لإعادة الحياة إلى شعب أنهكه الحصار والحرب.

إنقاذ غزة اليوم هو اختبار لمدى التزام العالم بقيمه الإنسانية، وعلى الجميع أن يتحرك قبل فوات الأوان.