غزة على حافة الهاوية: حصار شامل يهدد بمجاعة جماعية

غزة على حافة الهاوية: حصار شامل يهدد بمجاعة جماعية
غزة على حافة الهاوية حصار شامل يهدد بمجاعة جماعية

تشهد قطاع غزة تدهوراً كارثياً في الأوضاع المعيشية بعد 10 أيام من إغلاق المعابر الإسرائيلية بشكل كامل، ما أدى إلى انقطاع شبه تام للإمدادات الغذائية والطبية، وارتفاع جنوني في الأسعار، وتحذيرات دولية من “استخدام الغذاء كسلاح حرب”.

حصار مزدوج: جوعٌ وعطش!

باتت العائلات الغزية تعتمد على البدائل النباتية في وجبات رمضان، مثل “الملوخية” و”الخبيزة”، بعد اختفاء اللحوم والمجمدات من الأسواق. تقول نسمة داود (39 عاماً) من حي الكرامة: “أسعار الخضار ترتفع يومياً، بينما تختفي المواد الأساسية كالدقيق والسكر”.

`إقرأ ايضاً : تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد في غزة: خطوة تعكس التكامل بين النضال الشعبي والعسكري  

 

غزة حافة الهاوية حصار شامل يهدد بمجاعة جماعية
غزة حافة الهاوية حصار شامل يهدد بمجاعة جماعية

 

ولم تقتصر الأزمة على الغذاء؛ فقرار إسرائيل بقطع الكهرباء عن القطاع تسبب بتعطيل محطة المياه المركزية، ما أجبر السكان على شراء مياه غير صالحة للشرب بأسعار خيالية. يصف سمير العريني (53 عاماً) من مخيم الشاطئ الوضع: “نعيش كابوساً ثلاثي الأبعاد: جوع، عطش، وخوف من عودة المجاعة”.

تحذيرات دولية: “كارثة إنسانية متعمدة”

“استخدام الغذاء كأداة سياسية ينتهك كل المواثيق الدولية”، — فيليب لازاريني، مفوض عام الأونروا

أكدت منظمة الأمم المتحدة أن إغلاق المعابر ينتهك اتفاقيات وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن حجم المساعدات انخفض بنسبة 90% منذ القرار الإسرائيلي. من جهتها، ندّدت حركة حماس بالإجراءات ووصفتها بـ”العقاب الجماعي”، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل.

حلول بديلة… وأوهام!

يحاول السكان التكيّف عبر زراعة الخضروات في الحدائق المنزلية، لكن أدهم الحناوي (24 عاماً) يوضح: “حتى هذه المحاولات تتعثر بسبب نقص المياه وغلاء الأسمدة”. وفي ظل انهيار القطاع الصحي، تحوّلت الأمراض المرتبطة بسوء التغذية إلى تهديد جديد.

بينما تستمر المأساة، يتساءل الغزيون: هل يعيد التاريخ نفسه؟ فبعد حروب متتالية وحصار مستمر منذ 17 عاماً، ها هم يواجهون اختباراً وجودياً جديداً – هذه المرة، قد لا يكون الخصم رصاصة أو قذيفة، بل جوعٌ بطيء يفتك بالأجساد قبل الأرواح.