قنابل مضيئة إسرائيلية فوق عيتا الشعب .. تصعيد ميداني جديد يُنذر بتوتر متزايد في جنوب لبنان
في تطور خطير يعكس استمرار التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية، أطلق الجيش الإسرائيلي مساء السبت قنابل مضيئة فوق بلدة عيتا الشعب اللبنانية، في خطوة أثارت القلق بين السكان المحليين ودفعت العديد من المحللين إلى الحديث عن احتمال تصعيد جديد في المنطقة.
السياق الأمني: خروقات متكررة تهدد الاستقرار
تأتي هذه التحركات العسكرية بعد أشهر قليلة فقط من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، والذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، وأكدت فيه الأمم المتحدة على ضرورة احترام القرار الأممي رقم 1701. إلا أن هذا الاتفاق لا يزال يتعرض لخروقات شبه يومية من قبل الجانب الإسرائيلي، وفقًا لتقارير قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل).
وأفاد سكان محليون بأن إطلاق القنابل المضيئة تسبب بحالة من الذعر، خاصةً في ظل انعدام أي إشعار مسبق أو تحذير، وهو ما يعيد للأذهان سيناريوهات المواجهات العسكرية التي شهدها الجنوب في فترات سابقة.
ما الهدف من القنابل المضيئة؟
عادة ما تُستخدم القنابل المضيئة لأغراض الاستطلاع الليلي والكشف عن التحركات الأرضية، خصوصًا في المناطق الحدودية. إلا أن خبراء عسكريين لم يستبعدوا أن يكون هذا الإجراء تمهيدًا لتحرك ميداني أو عملية رصد دقيقة لأنشطة يُشتبه بأنها معادية.
وفي تصريح سابق لـ بعثة اليونيفيل، أكدت أن استخدام إسرائيل للقنابل المضيئة والطائرات الاستطلاعية يشكل خرقًا صريحًا للقرارات الدولية، ويُعد انتهاكًا للسيادة اللبنانية.
ردود فعل رسمية ومراقبة دولية
دعت قيادة الجيش اللبناني المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، خاصة وأنها تتكرر بشكل يومي وتستهدف قرى حدودية مأهولة بالسكان المدنيين. كما أكدت جهات رسمية أن لبنان ملتزم بضبط النفس، لكنه يحتفظ بحقه الكامل في الدفاع عن أراضيه.
وفي السياق ذاته، أعلنت قوات اليونيفيل أنها تراقب الوضع عن كثب، وتقوم بتوثيق أي خرق وتقديم تقارير دورية إلى مجلس الأمن الدولي.
الوضع الإنساني في عيتا الشعب ومحيطها
يشعر السكان في بلدة عيتا الشعب وسواها من قرى الجنوب مثل رميش ومارون الراس، بالخوف من اتساع نطاق الاشتباكات، خاصة بعد موجة النزوح التي شهدتها بعض المناطق في سبتمبر الماضي عقب قصف مدفعي متبادل.
ويؤكد عدد من النشطاء في منظمات المجتمع المدني أن استمرار التهديدات يعرقل عودة العائلات النازحة إلى منازلها، كما يؤثر على الحياة اليومية وعلى القطاعات التعليمية والزراعية، وهي المصدر الأساسي للدخل في هذه المناطق.
هل نحن أمام مواجهة جديدة؟
وفقًا لتقارير تحليلية صادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن المؤشرات الميدانية في الجنوب اللبناني تُظهر أن احتمالية اندلاع مواجهة محدودة باتت أقرب من أي وقت مضى، خاصة في ظل استمرار عمليات الاستطلاع والتسلل وخرق الأجواء.
ويبدو أن المنطقة مقبلة على مزيد من التوتر، ما لم يتم اتخاذ خطوات دبلوماسية عاجلة لخفض التصعيد وفرض رقابة دولية صارمة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن.
توصيات وتحركات مطلوبة
- تفعيل دور قوات الطوارئ الدولية في ضبط أي تحركات عسكرية غير مبررة.
- دعوة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة الخروقات الإسرائيلية.
- توفير دعم إنساني للسكان المتضررين في المناطق الحدودية.
- تحقيق إعلامي شفاف لتوثيق الانتهاكات وتقديمها للجهات الحقوقية الدولية.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، يبقى الجنوب اللبناني في حالة ترقب دائم، وسط تحركات ميدانية تفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة، قد يتوقف مسارها على قرار دولي جاد أو انفجار مفاجئ يعيد المنطقة إلى مربع النار.
للاطلاع على تقارير اليونيفيل الرسمية حول الوضع الأمني في الجنوب اللبناني، يمكن زيارة الموقع الرسمي لبعثة اليونيفيل.