قيادي في حزب العدل ينتقد تصريحات ترامب بشأن قناة السويس .. تجاهل صارخ للتاريخ
أثار أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب العدل لشؤون تنمية الصعيد، جدلًا واسعًا بعد تعليقه على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تناول فيها دور الولايات المتحدة في إنشاء قناة السويس. وصف بدرة تصريحات ترامب بأنها «دليل واضح على جهله بالتاريخ»، معتبرًا أنها تعبر عن نهج غير مدروس في التواصل السياسي.
تصريحات ترامب حول قناة السويس تثير الاستغراب
في بيان رسمي صدر اليوم الأحد، أشار أحمد بدرة إلى أن الرئيس ترامب أدلى عبر منصته «ثيرد» بتصريحات غير دقيقة، زاعمًا أن الولايات المتحدة كان لها دور في حفر قناة السويس، وطالب بناءً على ذلك بإعفاء السفن الأمريكية من رسوم العبور. واعتبر بدرة هذا الادعاء محاولة ضغط أو زلة جديدة ضمن سلسلة تصريحات مثيرة للجدل خلال فترة ولايته الثانية.
الحقائق التاريخية تنسف ادعاءات ترامب
أوضح بدرة أن قناة السويس تم إنشاؤها بين عامي 1859 و1869 تحت إشراف المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، خلال حكم الخديوي إسماعيل، دون أي تدخل أمريكي. وفي نفس الفترة، كانت الولايات المتحدة غارقة في أحداث جسام مثل الحرب الأهلية (1861-1865)، واغتيال الرئيس أبراهام لينكولن عام 1865، ومرحلة إعادة الإعمار، إضافة إلى شراء ألاسكا من روسيا عام 1867، وهو ما يُعرف بـ«حماقة سيوارد».
الفارق الاقتصادي بين قناة بنما وقناة السويس
أشار مساعد رئيس حزب العدل إلى أن الخلط بين قناتي السويس وبنما يعكس جهلًا فاضحًا بالتاريخ والجغرافيا. فبينما تمر عبر قناة بنما نحو 40٪ من التجارة الأمريكية، لا تمثل قناة السويس سوى 3٪ فقط، ما يجعل الأهمية الاقتصادية لقناة بنما أكبر بكثير بالنسبة للولايات المتحدة.
رسالة واضحة إلى ترامب
في ختام تصريحه، وجه أحمد بدرة رسالة قوية إلى ترامب، أكد فيها أن مصر كانت تشيد تاريخها خلال فترة حفر قناة السويس، بينما كانت الولايات المتحدة تعاني من أزمات داخلية كبرى. وأضاف أن هذه الحقائق التاريخية مدونة ومعروفة للعالم أجمع، ولا يمكن تزييفها أو تجاهلها.
تأتي تصريحات أحمد بدرة لتسلط الضوء على أهمية دقة المعلومات التاريخية عند التعامل مع قضايا دولية كبرى، خاصة عندما تصدر من شخصيات عامة بحجم رؤساء الدول. كما تعزز أهمية الاطلاع الدقيق على السياق التاريخي والجغرافي قبل إطلاق تصريحات قد تؤثر على العلاقات الدولية.