كامالا هاريس تحذر من تداعيات سياسات ترامب الاقتصادية
في خطاب سياسي ملفت، وجهت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس انتقادات حادة للسياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها تهدد استقرار الاقتصاد الأمريكي. ألقت هاريس كلمتها في فعالية نظمتها منظمة “إميرج أمريكا” بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، وسط حضور كبير من أنصارها. يعكس هذا الخطاب عودتها القوية إلى الساحة السياسية بعد خسارة الانتخابات الرئاسية عام 2024.
انتقادات موجهة للرسوم الجمركية
ركزت هاريس في خطابها على الرسوم الجمركية التي يعتمدها ترامب كجزء أساسي من سياسته الاقتصادية. ووصفت هذه الرسوم بأنها “عبء على الأسر الأمريكية”، مشيرة إلى أنها ترفع تكاليف المعيشة دون تحقيق نمو اقتصادي مستدام. وأضافت أن هذه السياسات تفضل الشركات الكبرى والأثرياء على حساب الطبقة الوسطى.
- ارتفاع الأسعار: الرسوم الجمركية تزيد من تكلفة السلع المستوردة، مما يؤثر على المستهلكين.
- تباطؤ النمو: تشير دراسات إلى أن الرسوم قد تقلل من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 0.5% سنويًا.
- عدم المساواة: السياسات الحالية تزيد الفجوة بين الأغنياء والطبقات الأخرى.
رؤية اقتصادية بديلة
لم تقتصر هاريس على الانتقاد، بل قدمت رؤية بديلة تركز على دعم الطبقة الوسطى وتعزيز الاستثمارات في التعليم والطاقة النظيفة. ودعت إلى سياسات اقتصادية “تعكس العدالة والشمول”، مشيرة إلى أهمية حماية العمال الأمريكيين من تداعيات التجارة غير العادلة. وأكدت أن الاقتصاد القوي يبدأ من دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
سياق سياسي وتطلعات مستقبلية
يأتي خطاب هاريس بعد مرور 100 يوم على تولي ترامب منصبه في ولايته الثانية، ويُنظر إليه كخطوة استراتيجية لتعزيز مكانتها السياسية. تُعد هاريس مرشحة بارزة لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في انتخابات 2026، مما قد يمهد الطريق لترشحها الرئاسي مجددًا في المستقبل. ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “بيو ريسيرش”، فإن 48% من الناخبين في كاليفورنيا يرون هاريس كمرشحة قوية لقيادة الولاية.
لما يهم هذا الخطاب؟
يعكس خطاب هاريس انقسامًا سياسيًا عميقًا في الولايات المتحدة حول كيفية إدارة الاقتصاد. بينما يدافع ترامب عن سياساته كوسيلة لتعزيز الصناعة الأمريكية، ترى هاريس أن هذه السياسات تخلق أزمات طويلة الأمد. يبقى السؤال: كيف ستؤثر هذه الانتقادات على النقاش الاقتصادي في السنوات القادمة؟