كتائب القسام تنفذ كمينًا نوعيًا شرق غزة وتكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية
في تصعيد ميداني جديد يعكس التحول في استراتيجية المقاومة الفلسطينية، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ كمين مركب فجر السبت 19 أبريل 2025، استهدف قوة إسرائيلية متوغلة شرق حي التفاح في مدينة غزة، وأسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بجروح، بعضها وصفت بالحرجة، وفق اعتراف رسمي من الجيش الإسرائيلي.
تفاصيل العملية الميدانية وتكتيك التنفيذ
وبحسب البيان الرسمي للكتائب عبر قناتها على تيليغرام، فقد استهدف مجاهدو القسام دبابة “ميركافاه 4” وجرافة عسكرية من طراز “D9” بقذيفتي “الياسين 105″، ما أدى إلى اشتعال النيران في الآليتين، وذلك ضمن كمين محكم نصبه المجاهدون في منطقة جبل الصوراني شرقي حي التفاح.
ويُعد هذا النوع من العمليات – التي تجمع بين الرصد الإلكتروني، والتخفي الميداني، والاشتباك المباشر – بمثابة نموذج جديد في المواجهة، يعتمد على توظيف التضاريس المحلية والاستفادة من نقاط الضعف في منظومة تحرك القوات البرية الإسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي يقر بالخسائر ويعلن مقتل جندي
في رد رسمي، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مساء السبت، عن مقتل جندي وإصابة عدد من زملائه في كمين شمالي القطاع. وأشار البيان إلى أن جنديين أصيبا بجروح حرجة، نُقلا على الفور عبر مروحية عسكرية إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.
هذه التصريحات جاءت بعد سلسلة من الانفجارات التي رُصدت في المنطقة، تلاها استنفار أمني واسع وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والطيران الحربي الإسرائيلي فوق أجواء شرق غزة.
تحليل استراتيجي: ما الذي تكشفه العملية؟
يعكس هذا النوع من العمليات:
- تطوّر أداء القسام الميداني رغم ظروف الحصار والضغط العسكري.
- استخدام سلاح “الياسين 105” بفعالية عالية ضد آليات مدرعة.
- نجاح في تنفيذ الكمائن الدقيقة في مناطق متقدمة قرب الحدود.
ويُشير مراقبون إلى أن هذا التحول في نمط العمليات يعكس تغييرًا في قواعد الاشتباك، ويُنبئ باستعداد المقاومة الفلسطينية للدخول في مواجهة ممتدة، تكون فيها الكمائن المفاجئة واستنزاف القوة البرية أحد محاورها الرئيسية.
التأثيرات المحتملة على الميدان والسياسة
في حال تكرار هذا النوع من العمليات، من المرجح أن تضطر قيادة جيش الاحتلال إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في التوغل البري، لا سيما في المناطق الشرقية من القطاع، والتي باتت تشكل نقاط اشتباك نشطة.
كما أن استمرار المقاومة في استخدام تكتيكات تعتمد على استهداف مباشر للآليات العسكرية قد يثير قلق المستوى السياسي الإسرائيلي، ويؤثر على القرار السياسي بشأن توسيع العمليات أو التراجع عنها.
وفي المقابل، قد تشهد المنطقة ردًا عنيفًا من جانب الاحتلال، يتمثل في غارات جوية مكثفة تستهدف البنية التحتية أو قيادات ميدانية، وهو ما سيزيد من تعقيد المشهد ويؤثر سلبًا على جهود الوساطة الإقليمية والدولية.
ما القادم في مشهد غزة الأمني؟
تشير العملية إلى أن كتائب القسام ماضية في استراتيجية الاستنزاف المنظم، وهي استراتيجية قد تُعيد تعريف مفهوم السيطرة على الأرض في حال استمرارها، خاصة إذا ترافقت مع عمليات أخرى في محاور مختلفة.
ويُتوقع أن تؤثر هذه العمليات على معنويات الجنود الإسرائيليين، كما قد تفرض على قيادة الجيش إعادة توزيع قواتها وتحسين تحصيناتها، وهو ما قد يُشكل عبئًا لوجستيًا إضافيًا.
وفي ظل عدم وجود بوادر لهدنة شاملة أو تفاهمات طويلة المدى، تبقى الساحة مفتوحة أمام سيناريوهات تصعيد قد تطال مناطق أوسع في القطاع، ما لم تتدخل أطراف دولية بشكل فاعل لاحتواء التوتر.
مصادر رسمية وتوثيق المعلومات
للاطلاع على البيانات الرسمية من كتائب القسام، يمكن زيارة قناتهم عبر تيليغرام. كما يمكن متابعة تقارير الجيش الإسرائيلي عبر موقعه الرسمي www.idf.il للتحقق من التصريحات الصادرة بشأن الحادثة.