لهذا السبب يلتزم الهلال والاتحاد الصمت بعد توثيق البطولات السعودية

في وقت كشفت فيه أندية كبرى مثل النصر والأهلي عن عدد بطولاتها بعد توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، يثير الصمت الرسمي من ناديي الهلال والاتحاد تساؤلات جماهيرية واسعة. فهل هناك ما يدعو للقلق؟ أم أن خلف الكواليس تُرسم ملامح استراتيجية مختلفة؟

سبب التأخير: بانتظار الإعلان الشامل من الاتحاد السعودي

أوضح الإعلامي الرياضي الموثوق حمد الصويلحي، خلال استضافته في برنامج “دورينا غير”، أن صمت الناديين لا يعكس ترددًا أو تحفظًا، بل هو قرار مدروس نابع من الانتظار الواعي للإصدار الرسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم.

وأكد أن الاتحاد، وهو الجهة المشرفة على مشروع التوثيق، لم يصدر حتى الآن السجل الشرفي المفصل لكل بطولة، مما دفع الهلال والاتحاد إلى تأجيل إعلان أرقامهما إلى حين نشر المرجع المعتمد لضمان الشفافية والتوافق الكامل مع الوثائق الرسمية.

السجلات تم توثيقها والمصادقة عليها رسميًا

بحسب الصويلحي، فإن الناديين قدما بالفعل سجلات تفصيلية لبطولاتهما إلى لجنة التوثيق، وقد تمت المصادقة عليها بعد مراجعة دقيقة من المختصين. مما يعكس ثقة إدارية تامة بتاريخ الناديين وأرقامه الرسمية دون الحاجة لخوض سباق إعلامي.

يُذكر أن مشروع التوثيق الذي أطلقه الاتحاد السعودي يشمل بطولات الدوري، والكؤوس المحلية، والمشاركات القارية، ويهدف إلى إرساء مرجعية تاريخية دقيقة لكل نادٍ سعودي، بما يتماشى مع معايير الفيفا والاتحاد الآسيوي.

الهلال والاتحاد.. ثقة بالنفس أم استراتيجية إعلامية محسوبة؟

• الهلال هو أكثر الأندية السعودية تتويجًا بالألقاب القارية، وله تاريخ طويل حافل بالإنجازات محليًا وآسيويًا.
• الاتحاد يملك سجلًا لافتًا على الصعيد الآسيوي والخليجي، بما في ذلك بطولتي دوري أبطال آسيا عامي 2004 و2005.
• كلا الناديين يفضلان الوضوح المؤسسي على ردود الفعل الجماهيرية المؤقتة.

هذا التأني في الإعلان يعكس حرصًا على تقديم أرقام لا تحتمل الطعن أو التشكيك، على عكس ما حدث مع بعض الأندية التي سارعت بالكشف عن بطولاتها دون انتظار الوثيقة المرجعية.

رأي الجماهير والإعلام.. بين الترقب والتفسير

في الوقت الذي أشادت فيه بعض الجماهير بالخطوة الحذرة من الهلال والاتحاد، رأى آخرون أن التأخير قد يعطي مساحة للخصوم لطرح تساؤلات محرجة. لكن وفق تصريحات الصويلحي، فإن إعلان الأرقام سيتم في اللحظة التي يصدر فيها السجل الشرفي من الاتحاد السعودي لكرة القدم، والذي سيكون المرجع الرسمي المعتمد.

من ناحية إعلامية، يرى محللون أن هذا الصمت يصنع نوعًا من الزخم والانتظار الجماهيري، مما يجعل الإعلان المنتظر أكثر قوة وتأثيرًا عند صدوره.

ختامًا: من ينتظر الرسمي لا يخشى الحقيقة

يثبت الهلال والاتحاد عبر هذه الخطوة أن قوة التاريخ لا تُقاس بسرعة الإعلان، بل بدقة المعلومة. فحين يصدر السجل الشرفي، ستكون الأرقام الرسمية جاهزة للعرض أمام جماهير كل نادٍ، وللرأي العام الرياضي بأسره، مدعومة بالبيانات والوثائق، لتُغلق بذلك صفحة طويلة من الجدل حول توثيق البطولات في الكرة السعودية.