في حدث غير مسبوق، توقفت الخدمات العامة في مقاطعة لوس أنجلوس الأمريكية بشكل شبه كامل بعد إعلان أكثر من 50 ألف عامل حكومي الإضراب عن العمل لمدة 48 ساعة بدءًا من مساء الـ28 من أبريل 2025، في خطوة وصفت بأنها “الصرخة التي لم يعد بمقدور أحد تجاهلها”.p> المفاوضات المتعثرة بين نقابة العاملين في الخدمات العامة وإدارة المقاطعة وصلت إلى طريق مسدود، بعد فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق العمال ويضع حدًا لما وصفوه بـ”الانتهاكات المتكررة” للقوانين العمالية.p>
من هم العمال المضربون وما طبيعة مطالبهم؟h3>
عاملو الحدائق والمرافق الترفيهية
أخصائيو الصحة العامة
العاملون الاجتماعيون
الكوادر الإدارية في الدوائر الحكومية
هذه الفئات التي تشكل عماد الخدمات الأساسية للمقاطعة تطالب بـ:
زيادات عادلة في الأجور تتناسب مع غلاء المعيشة
تحسين ظروف العمل وضمانات صحية أفضل
وقف ما وصفوه بـ”الاستغلال المنظم” من قبل الإدارة
عقود عمل واضحة تحفظ حقوق العمال
لوس أنجلوس تشهد أكبر إضراب حكومي في تاريخها.. ما القصة الكاملة؟
تداعيات الإضراب على 10 ملايين مواطنh3>
التأثير الأكبر وقع على 10 ملايين نسمة هم سكان المقاطعة، حيث توقفت العديد من الخدمات الحيوية، خاصة تلك المتعلقة بـ:
صيانة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية
برامج الدعم الاجتماعي والصحة النفسية
خدمات الرعاية الصحية المجتمعية
معاملات الدوائر الحكومية الأساسية
وكان العمال قد لعبوا دورًا محوريًا خلال الأزمات الأخيرة التي ضربت المقاطعة، لا سيما حرائق يناير وأزمة الصحة العقلية، مما يجعل قرار الإضراب “مفجعًا” بحسب وصف بعض السكان.
ردود الفعل: من التضامن إلى الانتقادات الحادةh3>
تصاعدت حدة الجدل حول الإضراب، حيث أظهرت استطلاعات الرأي انقسامًا واضحًا:
58% من السكان يعتبرون مطالب العمال “مشروعة”
32% ينتقدون توقيت الإضراب ووصفوه بـ”الابتزاز”
10% لم يحددوا موقفهم بعد
من جهتها، وصفت النقابة القرار بأنه “آخر الخيارات” بعد استنفاد كل طرق الحوار، بينما اتهمت إدارة المقاطعة النقابة بـ”المماطلة” و”تعطيل المصالح العامة”.
خلفية الأزمة: جذور الصراع التي تعود لعام 2023h3>
تحليل الخبراء يشير إلى أن جذور الأزمة تعود إلى مارس 2023 عندما انتهت عقود العمل الجماعية دون تجديد، مع تصاعد حدة الخلاف حول:
سياسات الترقيات
نظام المكافآت
تغطية التأمين الصحي
إجراءات السلامة المهنية
الخبير الاقتصادي د. ماركوس ويلسون من جامعة كاليفورنيا يرى أن “هذا الإضراب قد يشكل سابقة خطيرة في قطاع الخدمات العامة الأمريكي بأكمله”.
ماذا بعد؟ السيناريوهات المحتملة للأيام القادمةh3>
مع استمرار الجمود، تبرز عدة احتمالات:
تدخل حاكم الولاية كوسيط
اللجوء إلى التحكيم الإلزامي
تمديد الإضراب لفترة أطول
حلول مؤقتة مع استمرار المفاوضات
ما يزيد الموقف تعقيدًا هو اقتراب موسم الحرائق الصيفي، مما يضع الجميع أمام مسؤولية إيجاد حل سريع قبل تفاقم الأزمة.
الدروس المستفادة: أزمة نظام أم فشل إداري؟h3>
هذا الحدث يطرح أسئلة جوهرية حول:
كفاءة نظام المفاوضات الجماعية
توازن القوى بين الإدارات والعمال
مستقبل الخدمات العامة في ظل الأزمات المتتالية
بينما يتجه أنظار العاملين في القطاع الحكومي عبر الولايات المتحدة إلى لوس أنجلوس، قد تشكل هذه الأزمة نقطة تحول في تاريخ الحركة العمالية الأمريكية.