مبعوث البيت الأبيض في مهمة دبلوماسية حاسمة إلى روسيا.. هل تشهد الأيام القادمة مفاجآت في الأزمة الأوكرانية؟
في تطور دبلوماسي جديد قد يحمل بذور حلول للأزمة الأوكرانية المستعصية، توجه ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى روسيا اليوم الجمعة في زيارة مفاجئة، وسط توقعات باجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا.
تفاصيل الرحلة والزيارة المفاجئة
بحسب مصادر مطلعة نقلها موقع “أكسيوس” الإخباري المتخصص، فإن ويتكوف غادر الولايات المتحدة متجهًا إلى روسيا في إطار جولة تشمل عقد الاجتماع الثالث مع المسؤولين الروس خلال الأشهر القليلة الماضية. وتأتي هذه الزيارة في سياق الجهود الأمريكية المتواصلة لإيجاد مخرج للأزمة الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث.
وقد كشفت بيانات موقع “فلايت رادار” المتخصص في تتبع الرحلات الجوية عن هبوط طائرة أمريكية من طراز C-37B (نفس نوع الطائرة التي يستقلها ويتكوف عادةً) في مطار بولكوفو بسان بطرسبورغ الروسية في الساعة 09:20 بتوقيت موسكو، بعد إقلاعها من قاعدة عسكرية في فلوريدا.
خلفية دبلوماسية معقدة
يأتي هذا التحرك الدبلوماسي بعد سلسلة من اللقاءات السرية بين الجانبين، كان آخرها مباحثات عقدها ويتكوف مع نظيره الروسي كيريل دميترييف في واشنطن قبل أسابيع قليلة. ومن المثير للاهتمام أن هذه الزيارة تزامنت مع تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس التي أكدت فيها أن إدارة بايدن لا ترغب في استمرار الأزمة الأوكرانية لمدة ستة أشهر أو عام إضافي.
من جانبها، أعلنت موسكو مرارًا عن استعدادها لإجراء محادثات جادة تقوم على “احترام المصالح الأمنية لجميع الأطراف في المنطقة”، في إشارة واضحة إلى مطالبها الأساسية المتعلقة بضمانات أمنية محددة.
مقترحات روسية ومفاوضات شائكة
كان الرئيس بوتين قد طرح سابقًا فكرة تشكيل إدارة مؤقتة برعاية أممية في أوكرانيا، واصفًا إياها بأنها “قد تمهد الطريق لمفاوضات حقيقية”. إلا أن هذا المقترح قوبل بتحفظات غربية، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الزيارة الحالية تحمل مقترحات جديدة قد تقرب وجهات النظر.
تحليل: ماذا تعني هذه الزيارة؟
يرى مراقبون أن توقيت الزيارة قد يكون مرتبطًا بعدة عوامل:
-
- الاقتراب من الانتخابات الأمريكية وما يرتبط بها من ضغوط سياسية
-
- تطورات الموقف العسكري في أوكرانيا
-
- رغبة الطرفين في تجنب تصعيد إضافي قد يكون مكلفًا للجميع
يذكر أن ويتكوف يتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة في التعامل مع الملفات الشائكة، وقد كلفه البيت الأبيض سابقًا بمهام حساسة في مناطق مختلفة من العالم، مما يضفي على زيارته الحالية أهمية خاصة.
ماذا بعد؟
بينما يحجم الجانبان عن الكشف عن تفاصيل المفاوضات، تشير كل المؤشرات إلى أن الأسابيع القادمة قد تشهد تطورات مهمة، سواء على طاولة المفاوضات أو على الأرض. ويبقى السؤال الأكبر: هل تكون هذه الزيارة بداية لانفراجة حقيقية، أم مجرد حلقة جديدة في سلسلة المفاوضات الطويلة؟
سيواصل مراسلونا متابعة آخر التطورات ونقلها لكم فور ورودها، مع تحليلات معمقة من خبراء في الشؤون الدولية والاستراتيجية.