محافظة القدس تدين انتهاكات الاحتلال بحق احتفالات سبت النور
أدانت محافظة القدس بشدة الإجراءات العدوانية التي نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المشاركين في احتفالات “سبت النور” بمدينة القدس المحتلة. ووصفت هذه الأفعال بأنها انتهاك صارخ للحقوق الدينية والإنسانية، وتتناقض مع المواثيق الدولية التي تحمي حرية العبادة.
منع سفير الفاتيكان من دخول كنيسة القيامة
أبرز البيان منع سلطات الاحتلال لسفير الكرسي الرسولي (الفاتيكان)، المطران أدولفو تيتو إيلانا، من دخول كنيسة القيامة خلال الاحتفالات الدينية. واعتبرت المحافظة هذا التصرف “تجاوزًا دبلوماسيًا غير مقبول” يعكس استهتارًا بالقانون الدولي. وقال البيان: “إن هذا الحادث جزء من سلوك عدواني مستمر يستهدف الفلسطينيين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين.”
سياسة ممنهجة للتمييز الديني
أوضحت المحافظة أن هذه الانتهاكات ليست حالات معزولة، بل جزء من سياسة ممنهجة تستهدف الحقوق الدينية للفلسطينيين. ومن الأمثلة البارزة:
- منع عشرات الآلاف من المصلين المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان 2025، خاصة في ليلة القدر.
- السماح لمجموعات متطرفة باقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوس دينية، في تحدٍ لمشاعر أكثر من 1.8 مليار مسلم حول العالم.
- فرض قيود على المسيحيين خلال احتفالات دينية مثل سبت النور، مما يحد من حقهم في الوصول إلى كنيسة القيامة.
تشير هذه الإجراءات إلى نمط من التمييز العنصري يهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني في القدس، وفقًا للمحافظة.
انتهاكات موثقة للقانون الدولي
أكدت المحافظة أن تصرفات الاحتلال تنتهك القوانين الدولية، بما في ذلك:
- اتفاقية جنيف الرابعة (1949): التي تحظر المساس بالمقدسات الدينية وتضمن حرية العبادة.
- قرار الأمم المتحدة 181: الذي يدعو إلى حماية الأماكن المقدسة في القدس.
واستندت المحافظة إلى تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في ديسمبر 2024، والذي وثق 178 حالة انتهاك لحرية العبادة في القدس الشرقية خلال عام 2024، بزيادة 15% عن العام السابق.
تصريحات دينية تعزز الإدانة
أعرب البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، عن استنكاره لمنع سفير الفاتيكان، قائلاً: “إن هذا التصرف يمثل اعتداءً على كرامة المسيحيين في الأراضي المقدسة”، وفقًا لتصريح نشرته بطريركية القدس اللاتينية. كما دعا القادة الدينيون المسلمون والمسيحيون إلى وحدة الصف لحماية المقدسات.
دعوة لتحرك دولي عاجل
أعربت المحافظة عن استيائها من الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات، ودعت المجتمع الدولي إلى:
- إدانة الإجراءات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال.
- الضغط لضمان احترام الحقوق الدينية والإنسانية للفلسطينيين.
- دعم منظمات حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين.
أهمية القدس وتأثير الانتهاكات
تُعد القدس مركزًا دينيًا وثقافيًا للمسلمين والمسيحيين، وأي انتهاك لحرية العبادة فيها يثير قلق ملايين الأشخاص حول العالم. استمرار هذه الإجراءات قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، مما يستدعي تدخلًا دوليًا لضمان الاستقرار وحماية الحقوق.