محافظة النبطية تستعد للانتخابات البلدية والاختيارية وسط إقبال كثيف
تشهد محافظة النبطية في جنوب لبنان حالة من النشاط الانتخابي الملحوظ، مع انطلاق مرحلة تقديم طلبات الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية، التي ستُجرى في الرابع والعشرين من مايو 2024. وبحسب تصريحات محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، فإن الإقبال على الترشح جاء كثيفًا منذ الساعات الأولى لفتح باب التقديم، وسط استعدادات لوجستية وإدارية واسعة النطاق في جميع الأقضية الأربعة التابعة للمحافظة.
إقبال غير مسبوق على الترشح وتنافس محتدم
أوضحت الدكتورة هويدا الترك، في تصريح لـالنشرة، أن الإقبال كان لافتًا على مقاعد المختار، يليه الترشح للمجالس البلدية، ما يعكس بحسب تعبيرها “رغبة الأهالي في تولي المهام الخدماتية في بلداتهم”. وتشير الأرقام إلى أن المرشحين سيتنافسون على 652 مقعدًا بلديًا موزعين على 40 بلدة، بالإضافة إلى 122 مقعد مختار و123 عضوية اختيارية في 45 بلدة وحي.
استعدادات شاملة وتنسيق بين الجهات المعنية
أكدت الترك أن محافظة النبطية في حالة جهوزية تامة، بالتنسيق مع القائمقامين في كل من النبطية، مرجعيون، بنت جبيل، وحاصبيا، لمتابعة طلبات الترشيح وتذليل العقبات الإدارية التي قد تعترض المتقدمين. وقد تم بالفعل تجهيز سراي النبطية لاستقبال الطلبات، بمشاركة موظفين من الدوائر الرسمية، رغم بعض التحديات التقنية.
صعوبات تقنية تعيق بعض المتقدمين
اشتكى عدد من المواطنين من مشاكل في دفع الإيصالات المالية نتيجة أعطال متكررة في نظام وزارة المالية، إضافة إلى بطء الإنترنت، وهي مشاكل تعمل الجهات المختصة على حلها بالتعاون مع الوزارات المعنية. وقد تم تعيين كاتب عدل خاص في حاصبيا لتسهيل الأمور القانونية للمرشحين هناك.
اجتماع أمني وتحضيرات لوجستية مكثفة
ترأست المحافظ الترك اجتماعًا لمجلس الأمن الفرعي، حيث تم استعراض مقررات مجلس الأمن المركزي المتعلقة بالانتخابات، مع الاتفاق على إنشاء غرفة عمليات مركزية ضمن المحافظة تُعنى حصريًا بمتابعة سير العملية الانتخابية وضمان سلامتها.
وتشمل المهام الأساسية لهذه الغرفة:
- تفعيل التنسيق بين الأجهزة الأمنية والإدارية.
- تأمين المواكبة الأمنية لرؤساء الأقلام وموظفي الاقتراع.
- تكثيف الحضور الأمني في المراكز التي تستقبل ناخبين من أكثر من بلدة.
- نقل بعض مراكز الاقتراع خارج الأقضية الحدودية عند الضرورة.
شفافية ومساءلة في العملية الانتخابية
أكدت المحافظ أن الشفافية والحياد التام لجميع العاملين في العملية الانتخابية، من موظفين رسميين أو متطوعين، ستكون تحت الرقابة والمساءلة القانونية. كما سيتم تعميم التعليمات على البلديات والاتحادات البلدية لضمان تنسيقها المباشر مع قوى الأمن الداخلي خلال فترة الانتخابات.
رسالة صمود ديمقراطية
ترى الترك أن هذا الزخم في الترشح هو “رسالة صمود من أبناء الجنوب”، وأن اللبنانيين يسعون، رغم كل التحديات السياسية والاقتصادية، إلى تجديد مؤسساتهم المحلية من خلال صناديق الاقتراع في أجواء ديمقراطية وسلمية.
وبينما تتواصل التحضيرات على قدم وساق، تبقى الأنظار متجهة إلى يوم الانتخابات المنتظر، وسط أمل عام بأن تشكّل هذه العملية محطة ديمقراطية ناجحة في ظل الظروف الراهنة.