مصر تتجه نحو الري الذكي .. مشروع وطني بالتعاون مع إسبانيا لتطوير إدارة المياه

في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة التحديات المناخية، تمضي وزارة الموارد المائية والري بخطى ثابتة نحو تحديث منظومة إدارة المياه في قطاع الزراعة. ويأتي ذلك من خلال مشروع جديد للتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون من أجل التنمية، يهدف إلى إدخال تقنيات الري الذكي في عدد من المزارع المصرية، بما يدعم الاستخدام الأمثل للموارد المائية.

ما هو مشروع الري الذكي؟

المشروع هو مبادرة مشتركة بين الحكومة المصرية والجانب الإسباني، تهدف إلى إدخال نظم ذكية للتحكم في الري وتحسين إنتاجية الزراعة، عبر استخدام تقنيات حديثة تتبع مبدأ الإدارة المتكاملة للموارد المائية. ويدعم المشروع أيضاً التحول الرقمي في متابعة منظومة الري على مستوى الجمهورية.

مصر تتجه نحو الري الذكي .. مشروع وطني بالتعاون مع إسبانيا لتطوير إدارة المياه(1)
مصر تتجه نحو الري الذكي .. مشروع وطني بالتعاون مع إسبانيا لتطوير إدارة المياه(1)

أهداف المشروع الرئيسية

  • رفع كفاءة استخدام المياه في الزراعة.
  • تحسين جودة الموارد المائية وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي.
  • تعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاج الزراعي.
  • توطين تقنيات الري الذكي في مصر ودعم المزارعين في تطبيقها.
  • مواكبة التغيرات المناخية والتأقلم معها.

تجارب ميدانية في خمس محافظات

تم اختيار خمس مزارع نموذجية في محافظات القليوبية، الدقهلية، البحيرة، الإسكندرية، وسوهاج، لتطبيق تقنيات الري الذكي بشكل تجريبي، بالتعاون مع المركز القومي لبحوث المياه. وتشمل التجارب استخدام مجسات لقياس رطوبة التربة، أنظمة مراقبة عن بُعد، وحلول رقمية لتحديد توقيت وكميات الري المناسبة.

التكنولوجيا في خدمة الزراعة الذكية

من أبرز مكونات المشروع استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الزراعية. وتُستخدم هذه المعلومات لتحسين اتخاذ القرار بخصوص الجدول الزمني للري، وتحديد أفضل توقيتات للزراعة والحصاد، بما يحقق وفراً في المياه والطاقة.

دور التحول الرقمي

أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن التحول الرقمي هو أداة رئيسية لنجاح المشروع، مشيراً إلى أهمية تخصيص التكنولوجيا المناسبة لكل منطقة حسب مواردها البشرية والمادية. كما شدد على ضرورة الالتزام بالجدول الزمني للمشروع لضمان تحقيق أهدافه ضمن الخطة الوطنية لإدارة المياه.

تعزيز التعاون الدولي

يعكس المشروع توجه مصر نحو تبادل الخبرات الدولية وتبني أفضل الممارسات العالمية، خصوصًا مع دول تمتلك خبرة واسعة في إدارة المياه مثل إسبانيا. ويُعد هذا التعاون نموذجًا ناجحًا للاستفادة من الشراكات الدولية في دعم التنمية المستدامة.

لماذا يعد هذا المشروع مهمًا لمستقبل مصر؟

في ظل التحديات التي تواجهها مصر فيما يتعلق بندرة المياه، وتغير المناخ، وتزايد الطلب على الغذاء، فإن مشروع الري الذكي يشكل خطوة حاسمة نحو تحقيق إدارة رشيدة للمياه وتحقيق الأمن الغذائي، من خلال توظيف التكنولوجيا لتقليل الفاقد وزيادة الكفاءة الزراعية.

ما الذي يمكن أن يتوقعه المزارعون؟

من المتوقع أن يسهم المشروع في:

  • خفض تكاليف التشغيل من خلال تقليل استخدام المياه والطاقة.
  • زيادة دخل المزارعين من خلال تحسين جودة المحاصيل وكميتها.
  • تبسيط عمليات الري من خلال أتمتة الأنظمة وتطبيقات الهاتف المحمول.
  • تمكين صغار المزارعين من الاستفادة من تقنيات حديثة بتكاليف مدعومة.

إن نجاح هذا المشروع يعتمد على استمرار التنسيق بين الجهات المعنية، ودعم المزارعين بالتدريب والتمويل المناسبين. ومع التزام الحكومة المصرية، وتوافر الدعم الفني الإسباني، فإن الري الذكي قد يصبح عنصرًا أساسيًا في مستقبل الزراعة المستدامة في مصر.