نتنياهو يتوعد الحوثيين برد عسكري متواصل بعد سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون

في تصعيد جديد للأزمة بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، بشن ضربات عسكرية متكررة ضد الجماعة اليمنية المدعومة من إيران، وذلك على خلفية سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون قرب تل أبيب.

سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون يثير الذعر ويعطّل الملاحة مؤقتًا

أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي وقع في تمام الساعة 9:18 صباحًا بالتوقيت المحلي، حيث تم رصد إطلاق صاروخ بعيد المدى من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل. رغم المحاولات المتكررة لاعتراضه باستخدام أنظمة الدفاع الجوي، تمكن الصاروخ من الوصول إلى منطقة قريبة من مطار بن غوريون الدولي، ما أدى إلى تعليق مؤقت لحركة الإقلاع والهبوط.

في بيان لسلطة المطارات الإسرائيلية، أُعلن عن استئناف حركة الملاحة بشكل طبيعي بعد وقت قصير من الحادث، مؤكدين أن المطار يعمل الآن بكامل طاقته التشغيلية.

تصريحات نارية من نتنياهو ووزير الدفاع

نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي مقطع فيديو عبر قناته الرسمية على تطبيق تلغرام، قال فيه: “لقد تحركنا ضدهم في الماضي وسنواصل التحرك ضدهم في المستقبل. هذه ليست ضربة واحدة وتنتهي، بل ستكون هناك ضربات متتالية”.

وفي سياق متصل، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدًا مباشرًا قال فيه: “من يضربنا، سنضربه سبعة أضعاف”. هذا التصريح جاء بعد ساعات من تأكيد سقوط الصاروخ، ما يشير إلى استعداد إسرائيلي لتوسيع العمليات العسكرية في المنطقة.

هل يتحول التصعيد إلى مواجهة إقليمية أوسع؟

تُعد هذه الحادثة مؤشراً خطيراً على إمكانيات اتساع نطاق الصراع ليشمل مناطق جديدة، إذ لم تعد الهجمات الصاروخية تقتصر على الجبهات التقليدية كقطاع غزة أو جنوب لبنان، بل امتدت لتشمل الحوثيين في اليمن، ما يُنذر بمخاطر أمنية إقليمية متزايدة.

نتنياهو يتوعد الحوثيين برد عسكري متواصل بعد سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون
نتنياهو يتوعد الحوثيين برد عسكري متواصل بعد سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون

 

ويرى محللون أن استخدام الحوثيين لصواريخ طويلة المدى باتجاه أهداف إسرائيلية، يعكس تنسيقًا إقليميًا واسعًا بين قوى مدعومة من إيران، ويُحتمل أن يدفع إسرائيل لإعادة تقييم قواعد الاشتباك والردع في المنطقة.

أثر الهجوم على الرأي العام الإسرائيلي وحركة الملاحة

رغم أن الحادث لم يُسفر عن إصابات بشرية بحسب البيانات الرسمية، إلا أنه أثار حالة من القلق داخل إسرائيل، خاصة وأن مطار بن غوريون يُعد شريان النقل الجوي الرئيسي في البلاد. توقف الملاحة ولو لفترة قصيرة قد يؤثر على سمعة إسرائيل الأمنية، خاصة في ظل تكرار حوادث الفشل في اعتراض صواريخ بعيدة المدى.

كما أن هذا الهجوم يزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو التي تواجه انتقادات داخلية بشأن تعاملها مع تهديدات إقليمية متصاعدة.

هل نتوقع ردًا عسكريًا مباشرًا في اليمن؟

وفقًا لمصادر مقربة من دوائر صنع القرار في تل أبيب، فإن إسرائيل تُدرس خيارات عسكرية لشن ضربات دقيقة في اليمن، قد تشمل مواقع إطلاق الصواريخ أو منشآت تدريب ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين. إلا أن أي رد مباشر قد يتطلب تنسيقًا دوليًا، خاصة مع الولايات المتحدة التي تمتلك تواجداً عسكرياً في المنطقة.

ومن غير المستبعد أن تكون هناك ضربات إلكترونية أو هجمات سيبرانية ضمن الرد الإسرائيلي، ضمن إطار استراتيجية الردع دون التورط في حرب برية شاملة.

الخلاصة: مرحلة جديدة من التصعيد

الرسائل التي وجهها كل من نتنياهو وكاتس، تؤكد أن إسرائيل تتجه نحو سياسة استباقية لردع أي تهديد جديد، خاصة من جماعات مسلحة غير حدودية. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يؤدي هذا النهج إلى استقرار أمني، أم إلى توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط؟