هل تخطط واشنطن لتعيين حاكم أمريكي في غزة؟ خطة مؤقتة تثير تساؤلات
في تطور لافت يعكس حجم التدخل الدولي في مصير قطاع غزة، كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الإدارة الأمريكية تدرس تعيين حاكم أمريكي مؤقت لإدارة القطاع، وذلك في خطوة تهدف إلى تثبيت إدارة مدنية انتقالية حتى يتم نزع سلاح الفصائل المسلحة، وعلى رأسها حركة حماس.
إدارة أمريكية بمشاركة فلسطينية: ما التفاصيل؟
وفقًا للمصادر، فإن واشنطن تخطط للاستعانة بـ تكنوقراط فلسطينيين للمشاركة في الهيكل الإداري لهذه المرحلة، بهدف منح المشروع قدرًا من الشرعية المحلية، وتحقيق نوع من الاستقرار الإداري في ظل التدهور الأمني والإنساني الحاد في القطاع.
ورغم غياب بيان رسمي حتى اللحظة من الإدارة الأمريكية، إلا أن هذه الخطوة تطرح تساؤلات حادة بشأن السيادة الفلسطينية، والموقف الإقليمي من شكل الإدارة القادمة في غزة، خاصة في ظل غياب توافق داخلي فلسطيني حول هوية الجهة التي ستدير القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
تصعيد ميداني: استشهاد صحفي و25 ضحية في غارات على غزة
بالتزامن مع الحديث عن الإدارة المؤقتة، تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة. فقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد الصحفي يحيى صبيح خلال غارة استهدفت سوق شارع الوحدة في مدينة غزة، وذلك بعد ساعات فقط من ولادة ابنته.
كما ارتفعت حصيلة الشهداء نتيجة غارة على حي الرمال غرب مدينة غزة إلى 25 شهيدًا، مما يزيد من عمق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
تحقيق إسرائيلي يكشف: آلاف القنابل لم تنفجر في غزة
وفي تطور يكشف خللاً خطيرًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، نشرت صحيفة هآرتس العبرية تحقيقًا خاصًا أفاد بأن أكثر من 3,000 قنبلة أُلقيت على غزة خلال عام ونصف لم تنفجر بسبب أعطال في أنظمة التفجير.
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية تحدثت للصحيفة، فإن نسبة القنابل غير المنفجرة تجاوزت المعايير المعروفة في العمليات العسكرية، وهو ما منح كتائب القسام – الذراع العسكري لحماس – فرصة لاستخلاص مواد شديدة الانفجار من هذه القنابل، أو إعادة استخدامها بعد توصيلها بأسلاك تفجير بدائية.
تداعيات أمنية وإنسانية معقدة
تؤشر هذه المعطيات إلى أن سيناريو الإدارة المؤقتة الأمريكية سيُواجه بتحديات ميدانية هائلة، تبدأ من هشاشة البيئة الأمنية إلى التعقيدات السياسية الداخلية، فضلًا عن القلق الدولي من استدامة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.
يبقى السؤال الأساسي المطروح: هل تنجح الولايات المتحدة في فرض نموذج إدارة انتقالية في غزة؟ أم أن الواقع المعقد سيفرض مسارات بديلة أقل تدخلًا وأكثر توافقًا مع الأطراف الفلسطينية والإقليمية؟