هل تدعم إسرائيل تصفية الفصائل المتطرفة لتثبيت حكم الشرع في سوريا

تزايدت التساؤلات حول طبيعة الدور الذي تلعبه إسرائيل في سوريا، بعد إعلان هيئة البث الإسرائيلية بأن الغارات الجوية التي تُنفذها تستهدف مواقع عسكرية تأوي مقاتلين من فصائل أجنبية. هذا التصريح فتح الباب أمام تحليلات سياسية ترى أن إسرائيل ربما تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السوري الداخلي عبر تصفية الجماعات المتطرفة، مما قد يصب في مصلحة النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع.

تغير في أولويات الغارات الإسرائيلية

الغارات الأخيرة تركزت في مناطق جنوب دمشق، وتحديدًا في المناطق التي تتمركز فيها فصائل متشددة يُزعم أنها بدأت التحرك نحو مناطق الدروز في السويداء. ورغم أن إسرائيل تبرر عملياتها بأنها لحماية أمنها القومي، إلا أن المراقبين يرون في هذه التحركات أهدافًا أوسع من مجرد تأمين الحدود.

هل تدعم إسرائيل تصفية الفصائل المتطرفة لتثبيت حكم الشرع في سوريا(1)
هل تدعم إسرائيل تصفية الفصائل المتطرفة لتثبيت حكم الشرع في سوريا(1)

الشرع في موقع المستفيد المباشر

مصادر سياسية تشير إلى أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، قد يكون المستفيد الأكبر من هذه الغارات، خاصة مع تقارير عن اجتماعات بين وزير خارجيته، أسعد الشيباني، ومسؤولين أمريكيين في نيويورك، تناولت ضرورة تفكيك الجماعات المتشددة. هذه الجماعات نفسها كانت في وقت سابق حليفة ظرفية للشرع، قبل أن تتحول إلى عبء على توجهاته السياسية الجديدة.

اشتباكات تؤكد الصراع الداخلي

في الأيام القليلة الماضية، وقعت اشتباكات مسلحة قرب قصر الشعب، بين قوات النظام ومجموعات متطرفة، في مؤشر على احتدام الصراع بين القيادة الجديدة والجماعات التي رافقتها إلى السلطة. ورغم نجاح قوات النظام في احتواء الموقف، فإن الحادثة تكشف هشاشة الوضع الأمني داخل العاصمة.

رسائل إسرائيلية متعددة الاتجاهات

الغارات الإسرائيلية لا تستهدف فقط المجموعات الإسلامية المتشددة، بل تحمل رسائل ضمنية إلى أطراف إقليمية أخرى، أبرزها تركيا. فوفقًا لمصادر ميدانية، دخلت الطائرات التركية الأجواء السورية في وقت متزامن، وأرسلت تحذيرات للطيران الإسرائيلي، في ما بدا تنافسًا غير مباشر على النفوذ داخل سوريا.

هل بدأ التنسيق الخفي؟

بالنظر إلى هذه التطورات، يطرح محللون سيناريو محتمل يتمثل في وجود تنسيق غير معلن بين إسرائيل والقيادة السورية الجديدة، هدفه القضاء على كل ما تبقى من الجماعات المتشددة التي تهدد الاستقرار الداخلي والإقليمي. هذا التنسيق، إن وُجد، سيكون تحوّلًا جذريًا في الموقف الإسرائيلي من النظام السوري، الذي ظل لعقود في دائرة الاستهداف.

تشير المؤشرات الحالية إلى أن الغارات الإسرائيلية تخدم، بشكل مباشر أو غير مباشر، أجندة أحمد الشرع في سوريا. ومع اتساع الفجوة بين السلطة الجديدة والفصائل الإسلامية المسلحة، قد نجد أنفسنا أمام تحالفات غير تقليدية تُرسم من خلف الكواليس، يكون هدفها تثبيت نظام جديد خالٍ من المجموعات المسلحة الأجنبية.