هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي؟ آخر التطورات في المفاوضات

تشهد العلاقات بين إيران والولايات المتحدة تطورات دبلوماسية حاسمة بشأن البرنامج النووي الإيراني. تسعى الدولتان للتوصل إلى اتفاق يوازن بين الأمن العالمي ومصالح إيران الوطنية. في هذا المقال، نستعرض آخر مستجدات المفاوضات، مع التركيز على جولات روما ومسقط، والتحديات التي تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.

نتائج مفاوضات روما: تقدم نحو اتفاق دائم

أعلنت سلطنة عُمان، الوسيط الرئيسي في المحادثات، أن الجولة الثانية في روما كانت “بناءة”. اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات الفنية في مسقط قريبًا لتحديد إطار الاتفاق. الهدف هو ضمان خلو إيران من الأسلحة النووية، رفع العقوبات الاقتصادية، والسماح لطهران بتطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية.

  • مدة الجولة: استمرت مفاوضات روما 4 ساعات، بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
  • الخطوة التالية: جولة فنية في عُمان لوضع الأسس التقنية للاتفاق.

 

هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي آخر التطورات في المفاوضات
هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي آخر التطورات في المفاوضات

 

موقف إيران: بين السلمية والمطالب الوطنية

تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، وترفض التخلي الكامل عن قدراتها في تخصيب اليورانيوم، معتبرة ذلك حقًا سياديًا. في المقابل، تطالب الولايات المتحدة بوقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي يُعتقد أنه قد يُستخدم لصنع أسلحة نووية. وفقًا لتقرير نشرته وكالة الجزيرة، أبدت إيران استعدادًا لقبول قيود مؤقتة مقابل رفع العقوبات، لكنها تشترط ضمانات أمريكية بعدم تكرار انسحاب 2018.

التحديات التي تعيق الاتفاق

رغم التقدم، تواجه المفاوضات عقبات جوهرية، منها:

  • انعدام الثقة: انسحاب الرئيس الأمريكي السابق ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 زاد من شكوك إيران.
  • الضغوط الخارجية: إسرائيل تطالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو مطلب ترفضه طهران.
  • الإطار الزمني: ضغط أمريكي لإتمام الاتفاق خلال شهرين، مما يُصعب التفاوض على التفاصيل.

هل ستتخلى إيران عن برنامجها النووي؟

من غير الواقعي توقع تخلي إيران عن برنامجها النووي بالكامل، نظرًا لأهميته الاستراتيجية. ومع ذلك، تشير تصريحات مسؤولين إيرانيين إلى مرونة محتملة، مثل تقليص مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، الذي يُعتبر كافيًا لصنع قنابل نووية وفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تهدف واشنطن إلى فرض ضوابط صارمة قابلة للتحقق، مع تقديم تنازلات مثل تخفيف العقوبات تدريجيًا.

تأثير الاتفاق على المنطقة

نجاح المفاوضات قد يُخفف التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع تصاعد التهديدات العسكرية من الولايات المتحدة وإسرائيل. على العكس، فشل المحادثات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري، بما في ذلك ضربات محتملة على المنشآت النووية الإيرانية. ووفقًا لموقع أكسيوس، حددت واشنطن مهلة شهرين لإتمام الاتفاق، مما يزيد الضغط على الطرفين.

الجانب موقف إيران موقف الولايات المتحدة
البرنامج النووي سلمي وحق سيادي يجب تقييده لمنع الأسلحة
العقوبات رفعها بالكامل تخفيف تدريجي مع الالتزام
الضمانات عدم تكرار الانسحاب الأمريكي ضوابط صارمة قابلة للتحقق

الخلاصة

تمثل المفاوضات الحالية فرصة ذهبية لتسوية دبلوماسية، لكنها تتطلب تنازلات متبادلة وإعادة بناء الثقة. إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي بالكامل، لكنها قد تقبل قيودًا مؤقتة مقابل رفع العقوبات. الجولة القادمة في عُمان ستحدد ما إذا كان الاتفاق ممكنًا أم أن المنطقة ستواجه تصعيدًا جديدًا.