هل يفتح الاعتذار الباب أمام تراجع قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين؟
في تطور لافت على صعيد الجدل الدائر حول الفنانة السورية سلاف فواخرجي، ألمح نقيب الفنانين السوريين، مازن الناطور، إلى إمكانية مراجعة قرار شطبها من النقابة، بشرط وحيد يتمثل في تقديم اعتذار واضح من الفنانة عما بدر منها من تصريحات أثارت جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية.
الشرط الوحيد لتراجع النقابة عن قرارها
صرّح الناطور خلال لقاء تلفزيوني حديث أن الباب ليس مغلقًا تمامًا أمام فواخرجي، مشددًا على أن “الإنسان عندما يخطئ ويعتذر، يستحق أن يُقدّر على شجاعته في الرجوع”. وأضاف: “نحن لسنا جلادين، ونتعامل مع من يُخطئ بمسؤولية، ونثمّن من يتراجع عن الخطأ”.
وتابع النقيب قوله: “الفنانة سلاف أساءت وتحمّلت تبعات تصريحاتها، لكن إذا اعتذرت علنًا للشعب السوري، فسيكون هناك رد فعل إيجابي من قبل النقابة”.
ما وراء قرار الشطب.. تصريحات مثيرة للجدل
جاء قرار شطب فواخرجي بعد سلسلة من التصريحات التي أدلت بها مؤخرًا، وأثارت استياء داخل الأوساط الفنية والرأي العام السوري. فقد عبّرت عن دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، مشيدة بأدائه السياسي، ومعتبرة أنه “كان صمام أمان لسوريا” رغم ما واجهته البلاد من تحديات.
وقد فُسّرت هذه التصريحات من قبل البعض على أنها انحياز سياسي يُخالف توجهات النقابة، ويضعها في موقف حرج أمام الرأي العام، خاصةً في ظل سعيها للحفاظ على الحياد المهني، ومراعاة مشاعر الشعب السوري الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب.
الموقف القانوني: هل يمكن التراجع عن الشطب؟
من الناحية الإدارية، تمتلك النقابة صلاحية إعادة النظر في قراراتها، خاصة إذا وُجدت مبررات قوية لتعديل الموقف، مثل تقديم اعتذار رسمي أو إصدار توضيح يعيد التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية. وهو ما ألمح إليه الناطور، عندما أشار إلى أن “من يُحسن القول بعد أن يسيء، سيُقدّر له ذلك”.
السوابق النقابية: هل حدث الأمر سابقًا؟
ليست هذه هي المرة الأولى التي تلوّح فيها نقابة الفنانين السوريين بإمكانية مراجعة قراراتها في حال وجود اعتذار علني أو تصحيح لمسار فني. فقد سبق أن تم تعليق عقوبات عن فنانين بعد مبادرات صلح أو توضيحات اعتُبرت مقبولة من قبل مجلس النقابة.
هل تقدم فواخرجي على خطوة الاعتذار؟
حتى الآن، لم تُصدر سلاف فواخرجي أي بيان رسمي يوضح نيتها تقديم اعتذار أو مراجعة تصريحاتها السابقة. ويرى مراقبون أن خطوة كهذه قد تسهم في إعادة ترتيب أوراقها المهنية، خصوصًا مع ما تتمتع به من قاعدة جماهيرية واسعة في سوريا والوطن العربي.
يبقى مستقبل سلاف فواخرجي المهني مرتبطًا بخطوة واحدة قد تقلب المعادلة: الاعتذار. فبين موقف النقابة الذي لا يغلق الباب بالكامل، والرأي العام المتحفظ، تقف الفنانة أمام خيار مصيري: إما مواجهة القطيعة الفنية، أو إعادة بناء الجسور عبر الاعتراف بالخطأ وطلب الصفح.