وزارة الصحة تنجح في ربط مراكز زراعة الكبد بالجهاز الهضمي “عن بُعد” في 6 محافظات

في خطوة غير مسبوقة ضمن مساعي الدولة لتطوير المنظومة الصحية، أعلنت وزارة الصحة والسكان الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع التكامل بين مراكز زراعة الكبد ومراكز الجهاز الهضمي باستخدام تقنيات الطب عن بُعد، بما يعزز من كفاءة الخدمات الصحية في ست محافظات ويقلل من مشقة تنقل المرضى.

هدف المشروع وأهميته

يأتي المشروع تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بضرورة تفعيل التحول الرقمي واستخدام تكنولوجيا المعلومات في تقديم الخدمات الطبية. ويستهدف المشروع تقديم خدمات زراعة الكبد ومتابعتها بطريقة تفاعلية عبر الربط بين المراكز المختلفة، دعمًا لاستراتيجية “مصر 2030” في محور الصحة.

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية، حيث يمنح أولوية خاصة لحالات زراعة الكبد، نظرًا لتأثيرها الحيوي على حياة المرضى، كما يواكب أحدث الاتجاهات العالمية في مجال التخصصات الدقيقة.

تفاصيل المرحلة الأولى

  • اكتملت المرحلة الأولى في مارس 2025.
  • شارك مستشفى القاهرة الفاطمية كمركز رئيسي للتدريب والتأهيل.
  • تم ربط المستشفيات والمراكز الآتية: مركز الكبد والجهاز الهضمي بسوهاج، مركز دمياط، مركز كبد ههيا، مركز كفر الشيخ، مستشفى دمياط التخصصي، ومستشفى الأطفال التخصصي ببنها.

وتم خلال هذه المرحلة تدريب الفرق الطبية على كيفية اختيار الحالات المناسبة لزراعة الكبد، وتحضيرهم ما قبل الجراحة، ومتابعتهم بعد العملية. هذا الإجراء ساعد على تقليل معاناة المرضى في التنقل والإقامة بالقاهرة لفترات طويلة.

وزارة الصحة تنجح في ربط مراكز زراعة الكبد بالجهاز الهضمي عن بُعد في 6 محافظات
وزارة الصحة تنجح في ربط مراكز زراعة الكبد بالجهاز الهضمي عن بُعد في 6 محافظات

المرحلة الثانية: التأهيل المحلي للفرق الطبية

أوضحت الدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، أن المرحلة الثانية تركز على تدريب فرق العمل داخل مراكز الكبد بالمحافظات على مهارات المتابعة الدقيقة بعد زراعة الكبد، مع استمرار إجراء العمليات في القاهرة. ويتم هذا تحت إشراف فريق مستشفى القاهرة الفاطمية لضمان جودة الخدمة واستمرارية الرعاية.

المرحلة الثالثة: إطلاق عمليات الزراعة بالمحافظات

تتضمن المرحلة الثالثة تدريب أطباء الجراحة والتمريض بشكل متقدم على إجراء عمليات زراعة الكبد الكاملة، مع تقييم أداء كل مركز خلال المراحل السابقة لتحديد المراكز المؤهلة لتقديم الخدمة بشكل مستقل تحت إشراف متخصص.

أهمية المشروع على المدى البعيد

هذا المشروع يُمثل نموذجًا للتكامل الصحي الذكي، حيث يقلل من قوائم الانتظار، ويرفع من كفاءة استخدام الموارد، ويمنح المرضى فرصًا متكافئة في تلقي الرعاية الصحية المتقدمة دون الحاجة للسفر للعاصمة. كما يُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق العدالة الصحية على مستوى الجمهورية.

وتسعى وزارة الصحة إلى تعميم تجربة الربط التكنولوجي في باقي التخصصات الدقيقة، بما يسهم في تخفيف العبء عن المواطنين وتعزيز ثقة المرضى في المنظومة الصحية المصرية.